القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 366 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 365 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

محمد بن يوسف الزيادي

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
معتصم - 12434
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 
العرين - 1193
القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_rcapالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_voting_barالقيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام


(ح30)


القيادة الفكرية في الإسلام – فساد الرابطة القومية


الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.



أيها المؤمنون:



السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّلاثِينَ, وَعُنوَانُهَا: "القِيَادَةُ الفِكرِيَّةُ فِي الإِسلامِ, فَسَادُ الرَّابِطَةِ القَومِيَّةِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَتَينِ الثَّانِيَةِ وَالعِشرِينَ وَالثَّالِثَةِ وَالعِشْرِينَ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.



يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "وَحِينَ يَكُونُ الفِكْرُ ضَيِّقًا تَنْشَأُ بَينَ النَّاسِ رَابِطةٌ قَومِيَّةٌ، وَهِيَ الرَّابِطَةُ العَائليَّةُ وَلَكنْ بِشَكْلٍ أَوْسَعَ، وَذَلِكَ أنَّ الإنسَانَ تَتَأَصَّلُ فِيهِ غَرِيزَةُ البَقَاءِ فَيُوجَدُعِندَهُ حُبُّ السِّيَادَةِ، وَهِيَ فِي الإِنسَانِ المُنْخَفِضِ فِكْرِيَّاً فَرْدِيَّةٌ، وَإِذَا نَمَا وَعْيُهُ يَتَّسِعُ حُبُّ السِّيَادَةِ لَدَيْهِ، فَيَرَى سِيَادَةَ عَائِلَتِهِ وَأُسْرَتِهِ، ثُمَّ يَتَّسِعُ باتِّسَاعِ الأُفُقِ, وَنُمُوِّ الإِدرَاكِ فَيَرَى سِيَادَةَ قَوْمِهِ فِي وَطَنِهِ أَوَّلاً، ثُمَّ يَرَى عِندَ تَحَقُّقِ سِيَادَةِ قَومِهِ فِي وَطَنِهِ سِيَادَتَهُمْ عَلَى غَيرِهِمْ، وَلِذَلِكَ تَنْشَأُ عَنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مُخَاصَمَاتٌ مَحَلِّيَّةٌ بَينَ الأفرَادِ فِي الأُسْرَةِ عَلَى سِيَادَتِهَا، حَتَّى إِذَا استَقَرَّتِ السِّيَادَةُ فِي هَذِهِ الأُسْرَةِ لأحَدِهَا بِانتِصَارِهِ عَلَى غَيرِهِ انْتَقَلَتْ إِلَى مُخَاصَمَاتٍ بَينَ هَذِهِ الأُسْرَةِ وَبَينَ غَيِرهَا مِنَ الأُسَرِ عَلَى السِّيَادَةِ، حَتَّى تَسْتَقِرَّ السِّيَادَةُ عَلَى القَومِ لأُسْرَةٍ أَوْ لِمَجْمُوعَةٍ مِنَ النَّاسِ مِنْ أُسَرٍ مُخْتَلِفَةٍ، ثُمَّ تَنْشَأُ الْمُخَاصَمَاتُ بَينَ هَؤُلاءِ القَومِ وَغَيرِهِمْ عَلَى السِّيَادَةِ وَالارْتِفَاعِ فِي مُعْتَرَكِ الحَيَاةِ. وَلِذَلِكَ تَغْلِبُ العَصَبِيَّةُ عَلَى أصْحَابِ هَذِهِ الرَّابِطَةِ، وَيَغْلِبُ عَلَيهِمُ الْهَوَى وَنُصْرَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى غَيرِهِمْ. وَلِذَلِكَ كَانَتْ رَابِطةً غَيرَ إِنْسانِيَّةٍ، وتَظَلُّ هَذهِ الرَّابِطَةُ عُرْضَةً لِلْمُخَاصَمَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ إِنْ لَمْ تُشْغَلْ عَنْهَا بِالْمُخَاصَمَاتِ الخَارِجِيَّةِ.وَكَذَلِكَ الرَّابِطَةُ القَومِيَّةُ فَاسِدَةٌ لِثَلاثَةِ أسْبَابٍ: أوَّلاً: لأنَّهَا رَابِطةٌ قَبَلِيَّةٌ ولا تَصْلُحُ لأنْ تَربُطَ الإِنسَانَ بِالإِنسَانِ حِينَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ النُّهُوضِ. وَثَانِياً: لأنَّها رَابِطةٌ عَاطِفيَّةٌ تَنشَأُ عَنْ غَرِيزَةِ البَقَاءِ، فَيُوجَدُ مِنْهَا حُبُّ السِّيَادَةِ. وَثَالِثًا: لأنَّهَا رَابِطَةٌ غَيرُ إِنسَانِيَّةٍ، إذْ تُسَبِّبُ الخُصُومَاتِ بَينَ النَّاسِ عَلَى السِّيَادَةِ، وَلِذَلِكَ لا تَصْلُحُ لأنْ تَكُونَ رَابِطَةً بَينَ بَنِي الإِنسَانِ".



p5 7 2016



وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: الفِكْرُ مِنْ حَيثُ عُمْقُهُ وَسَطْحِيَّتُهُ, أنوَاعٌ ثَلاثَةٌ هِيَ: الفِكْرُ السَّطحِيُّ, وَالفِكْرُ العَمِيقُ, وَالفِكْرُ المُستَنِيرُ. وَقَد سَبَقَ لَنَا أنْ عَرَّفْنَا كُلَّ نوعٍ مِنْهَا, وَأتْبَعْنَا كُلَّ تَعرِيفٍ بِمِثَالٍ تَوضِيحِيٍّ. وَالفِكْرُ مِنْ حَيثُ قُوَّتُهُ وَضَعْفُهُ, وَسِعَتُهُ وَشُمُولُهُ أنَواعٌ ثَلاثَةٌ كَذَلِكَ وَهِيَ: الفكر الشُّمُولِيُّ, والفِكْرُ الضَّيِّقُ, وَالفِكْرُ المُنخَفِضُ:



أوَّلاً: أمَّا الفِكْرُ الشُّمُولِيُّ الوَاسِعُ, فَهُوَ فِكْرٌ مَبدَئِيٌّ رَاقٍ مُستَنِدٌ إِلَى عَقِيدَةٍ يَنبَثِقُ عَنهَا نِظَامٌ يُعَالِجُ جَمِيعَ شُؤُونِ الحَيَاةِ, وَيُؤَدِّي إِلَى النَّهْضَةِ, وَالفِكْرُ الوَاسِعُ الشَّامِلُ يَضُمُّ نَوعَينِ مِنَ الفِكْر وَهُمَا الفِكْرُ العَمِيقُ, وَالفِكْرُ المُستَنِيرُ, وَمِثَالُهُ فِكْرُ الإِسلامِ العَظِيمِ الَّذِي فِيهِ عُمْقٌ وَاستِنَارَةٌ.



ثَانِيًا: وَأمَّا الفِكْرُ الضَّيِّقُ الجُزئِيُّ وَالسَّاذَجُ البَسِيطُ, فَهُوَ الَّذِي يَفْتَقِرُ إِلَى الشُّمُولِ, وَلا يَستَنِدُ إِلَى مَبدَأ أو عَقِيدَةٍ, وَبِالتَّالِي لَيسَ لَهُ نِظَامٌ يُعَالِجُ شُؤُونَ الحَيَاةِ, وهُوَ مِنَ الفِكْرِ السَّطحِيِّ الَّذِي يَكتَفِي بِالحُكْمِ عَلَى ظَاهِرِ الشَّيءِ, وَمِثَالُهُ الفِكْرِ القَومِيِّ الَّذِي يَدعُو إِلَى الانتِمَاءِ لِلقَبِيلَةِ أوْ لِلعَشِيرَةِ أوْ لِلقَومِ فَقَطْ فِي أبْعَدِ مَدىً.



ثَالِثًا: وأمَّا الفِكْر المُنخَفِضُ الهَابِطُ المُنحَطُّ فَهُوَ الَّذِي لا يَرْقَى لأنْ يُطْلَقَ عَلَيهِ لَفْظُ "فِكْر", وَإِنَّمَا يُطْلَقُ عَلَيهِ هَذَا اللَّفْظَ تَجَوُّزًا, وَهُوَ فِكْرٌ يَنخَفِضُ بِصَاحِبِهِ دُونْ مُستَوَى الحَيوَانِ, وَيُؤَدِّي إِلَى التَّخَلُّفِ وَالتَّقَهْقُرِ, وَإِلَى تَفتِيتِ الأُمَّةِ وَتَمزِيقِ جَسَدِهَا إِلَى كَيَانَاتٍ ضَعِيفَةٍ هَزِيلَةٍ, يَسهُلُ على أعْدَائِهَا السَّيطَرَةُ عَلَيهَا, وَنَهْبُ خَيرَاتِهَا وَثَرَوَاتِهَا, وَمِثَالُهُ الفِكْرُ الَّذِي يَدعُو إِلَى الوَطَنِيَّةِ التِي هِيَ مِنْ صُنْعِ الكَافِرِ المُستَعْمِرِ, وَالَّتِي وَضَعَهَا سَايكْس وَبِيكُو.



يُحَدِّثُنَا الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - عَنْ أوْصَافِ أصْحَابِ الرَّابِطَةِ القَومِيَّةِ وَيَصِفُهُمْ بِأوْصَافٍ ثَلاثَةٍ هِيَ:



   أنَّهُمْ أصْحَابُ فِكْرٍ ضَيِّقٍ.
   تَغْلِبُ عَلَيهِمُ العَصَبِيَّةُ.
   يَغْلِبُ عَلَيهِمُ الْهَوَى, وَنُصْرَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى غَيرِهِمْ.



ثُمَّ يُحَدِّثُنَا - رَحِمَهُ اللهُ - عَنْ كَيفِيَّةِ نُشُوءِ الرَّبِطَةِ القَومِيَّةِ فَيَقُولُ: الرَابِطَةُ القَومِيَّةُ هِيَ الرَّابِطَةُ العَائليَّةُ وَلَكنْ بِشَكْلٍ أَوْسَعَ، وَطَرِيقَةُ نُشُوئِهَا كَالآتِي:



   تَنْشَأُ هَذِهِ الرَّابِطَةُ نَتِيجَةَ تَأَصُّلِ غَرِيزَةِ البَقَاءِ فِي الإِنسَانِ, فَيُوجَدُعِندَهُ حُبُّ السِّيَادَةِ، وَهِيَ فَرْدِيَّةٌ فِي الإِنسَانِ المُنْخَفِضِ فِكْرِيَّاً.
   وَإِذَا نَمَا وَعْيُهُ يَتَّسِعُ حُبُّ السِّيَادَةِ لَدَيْهِ، فَيَرَى سِيَادَةَ عَائِلَتِهِ وَأُسْرَتِهِ، ثُمَّ يَتَّسِعُ باتِّسَاعِ الأُفُقِ, وَنُمُوِّ الإِدرَاكِ فَيَرَى سِيَادَةَ قَوْمِهِ فِي وَطَنِهِ أَوَّلاً.
   ثُمَّ يَرَى عِندَ تَحَقُّقِ سِيَادَةِ قَومِهِ فِي وَطَنِهِ سِيَادَتَهُمْ عَلَى غَيرِهِمْ، وَلِذَلِكَ تَنْشَأُ عَنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مُخَاصَمَاتٌ مَحَلِّيَّةٌ بَينَ الأفرَادِ فِي الأُسْرَةِ عَلَى سِيَادَتِهَا.
   حَتَّى إِذَا استَقَرَّتِ السِّيَادَةُ فِي هَذِهِ الأُسْرَةِ لأحَدِهَا بِانتِصَارِهِ عَلَى غَيرِهِ انْتَقَلَتْ إِلَى مُخَاصَمَاتٍ بَينَ هَذِهِ الأُسْرَةِ وَبَينَ غَيِرهَا مِنَ الأُسَرِ عَلَى السِّيَادَةِ.
   حَتَّى تَسْتَقِرَّ السِّيَادَةُ عَلَى القَومِ لأُسْرَةٍ أَوْ لِمَجْمُوعَةٍ مِنَ النَّاسِ مِنْ أُسَرٍ مُخْتَلِفَةٍ.
   ثُمَّ تَنْشَأُ الْمُخَاصَمَاتُ بَينَ هَؤُلاءِ القَومِ وَغَيرِهِمْ عَلَى السِّيَادَةِ وَالارْتِفَاعِ فِي مُعْتَرَكِ الحَيَاةِ.



وَيَخْلُصُ الشَّيخُ - رَحِمَهُ اللهُ - إِلَى نَتِيجَةٍ مَفَادُهَا أنَّ الرَّابِطَةَ القَومِيَّةَ رَابِطةٌ غَيرَ إِنْسانِيَّةٍ، وتَظَلُّ عُرْضَةً لِلْمُخَاصَمَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ إِنْ لَمْ تُشْغَلْ عَنْهَا بِالْمُخَاصَمَاتِ الخَارِجِيَّةِ. ثُمَّ يَذْكُرُ أسْبَابَ فَسَادِ الرَّابِطَةِ القَومِيَّةِ فَيَقُولُ: وَكَذَلِكَ الرَّابِطَةُ القَومِيَّةُ فَاسِدَةٌ لِثَلاثَةِ أسْبَابٍ:



أوَّلاً: لأنَّهَا رَابِطةٌ قَبَلِيَّةٌ ولا تَصْلُحُ لأنْ تَربُطَ الإِنسَانَ بِالإِنسَانِ حِينَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ النُّهُوضِ.

وَثَانِياً: لأنَّها رَابِطةٌ عَاطِفيَّةٌ تَنشَأُ عَنْ غَرِيزَةِ البَقَاءِ، فَيُوجَدُ مِنْهَا حُبُّ السِّيَادَةِ.

وَثَالِثًا: لأنَّهَا رَابِطَةٌ غَيرُ إِنسَانِيَّةٍ، إذْ تُسَبِّبُ الخُصُومَاتِ بَينَ النَّاسِ عَلَى السِّيَادَةِ، وَلِذَلِكَ لا تَصْلُحُ لأنْ تَكُونَ رَابِطَةً بَينَ بَنِي الإِنسَانِ.



وَقَد جَعَلَ الغَربُ الكَافِرُ المُستَعْمِرُ مِنْ طَهَ حُسَين عَمِيدَ الأدَبِ العَرَبِيِّ لِيَغزُوَ العَالَمَ الإِسلامِيَّ مِنْ خِلالِهِ غَزْوًا فِكرِيًّا,وَيَبُثَّ مِنْ خِلالِهِ الأفكَارَ الَّتِي يُرِيدُهَا؛ لِيُشَوِّهَ أفكَارَ الإِسلامِ؛ وَلِيُسَمِّمَ أفكَارَ المُسلِمِينَ, وَكَانَتْ أمَانَةُ طَهَ حُسَين,وَإِخلاصُهُ لِلفِكْرِ الغَربِيِّ تَفُوقُ أمَانَةَوَإِخلاصَ الغَربِيِّينَ أنفُسِهِمْ. فَقَد أنكَرَ وُجُودَ سَيِّدِنَا إِبرَاهِيمَ وَإسمَاعِيلَ عَلَيهِمَا السَّلامُ فِي كِتَابِهِ (الشِّعْرُ الجَاهِلِيُّ) وَعَمِلَ مِنْ خِلالِ مُحَاضَرَاتِهِ وَمَا يَنشُرُهُ فِي الصُّحُفِ وَمِنْ خِلالِ كُتُبِهِ عَلَى الوُصُولِ لِغَايَةٍ وَهِيَ فِكْرَةُ نَقْدِ القُرآنِ الكَرِيمِ بِوَصْفِهِ نصًا أدبيًا, وَلَمْ يَكْتَفِ بِذَلِكَ بَلْ عَمِلَ عَلَى بَثِّ الأفكَارِ القَومِيَّةِ مِثلَ قَولِهِ: (إِنَّ الفِرعُونِيَّةَ مُتَأصِّلَةٌ فِي نُفُوسِ المِصرِيِّينَ, وَلَو وَقَفَ الدِّينُ الإِسلامِيُّ حَاجِزًا بَينَنَا وَبَينَ فِرْعُونِيَّتِنَا لَنَبَذْنَاهُ!!).

أيها المؤمنون:



نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى