وقفة مهمة للمسلم امام التعامل مع الاحكام الشرعية
قال صلى الله عليه وسلم :"البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" رواه الامام مسلم
. المسائل التي تعرض للانسان في حياته على اقسام: فمسائل ورد بها نص مفهوم معلوم، فليس للمؤمن إلا طاعة الله فيها والاذعان لحكمه، ولا عبرة بعد ذلك فيما يقع في القلب من كره لها، وإن كان المفترض في المسلم انشراح الصدر، وتلقي أحكام الله بالقبول والرضى، و لو خالفت هواه، وكذا لو خالفت ما يظنه مصلحة له، فمصلحة المؤمن فيما يرضي الله تعالى ، وليست فيما يغضبه ويجلب عليه سخطه وعقابه تعالى ، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].
ومنها مسائل يجهل المسلم حكمها، وليس عنده فيها من علم يعلمه، وهنا يتوجب عليه السؤال وطلب الفتوى ممن هم اهلها من اهل العلم المؤتمنين على الدين، لقوله تعالى :"(... فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ...) من الاية 43 سورة النحل. وتكررت في سورة الانبياء فقال سبحانه : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]. وتنبه جيدا فقد سماهم الله تعالى اهل الذكر، وذلك لملازمتهم له، بالاتباع والمدارسة و الممارسة والالتزام. والذكر يشمل الكتاب والسنة وما يتعلق بهما من وسائل للفهم والادراك لمراد خطاب المشرع الحكيم، ولا بد من التثبت ممن يفتيك خاصة في هذا الزمن وقد اصبح الافتاء والدين تجارة وسلما للوصول للغايات والاهواء، وليس ذكرا مع كل اسف، فقد روى ابن عبد البر رحمه الله: أن رجلاً دخل على ربيعة بن عبدالرحمن ـ شيخ الإمام مالك ـ فوجده بيكي! فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه، فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له! وظهر في الإسلام أمر عظيم! قال ربيعة: ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق.
أما المسائل التي لم يرد فيها نص مباشر صريح عن الله ولا عن رسوله، ولا عمن يقتدى بقولهم من اهل العلم، وأفتى فيها أكثر من واحد ولم تتفق أقوالهم، فحينئذ يرجع المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان إلى ما ترجح في قلبه من هذه الأقوال واكثرها استنادا الى الدليل، لقوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". رواه الترمذي والنسائي وأحمد من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما.
والعبرة في الحلال والحرام بالأدلة الشرعية، وليس بهوى النفس وشهوتها، ولكن من باب الورع نعم دع ما يريبك الى ما لا يريبك.
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام: معاذ الله أن يكون الحرام والحلال على ما وقع في النفس، والنفوس تختلف أهواؤها، والدين واحد لا اختلاف فيه، قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير لله لوجدوا فيه ختلافا كثيرا. اهـ.
وهنا قد يحتج البعض بانه سال عالما فاباح له او حرم عليه فقد قال ابن القيم رحمه الله : "لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه ، وحاك في صدره من قبوله ، وتردد فيها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) اه.
فان المفتي ليس في قلبك ولا يعلم الغيب، وانما فتواه تكون على قدر ما افاده المستفتي في سؤاله، وما بينه له من احوال، وكذلك القاضي الذي يحكم بالظاهر ويفرض الحق على قدر الحجة التي يسمعها، فان اعطاك ما ليس لك، فالفتوى هنا لقلبك، فاذا تردد في نفسك وقلبك قبول فرض القاضي او فتيا المفتي، فانت بما في قلبك ونفسك اعلم، فقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذ فإنما أقطع له قطعة من النار). هذا والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال صلى الله عليه وسلم :"البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" رواه الامام مسلم
. المسائل التي تعرض للانسان في حياته على اقسام: فمسائل ورد بها نص مفهوم معلوم، فليس للمؤمن إلا طاعة الله فيها والاذعان لحكمه، ولا عبرة بعد ذلك فيما يقع في القلب من كره لها، وإن كان المفترض في المسلم انشراح الصدر، وتلقي أحكام الله بالقبول والرضى، و لو خالفت هواه، وكذا لو خالفت ما يظنه مصلحة له، فمصلحة المؤمن فيما يرضي الله تعالى ، وليست فيما يغضبه ويجلب عليه سخطه وعقابه تعالى ، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].
ومنها مسائل يجهل المسلم حكمها، وليس عنده فيها من علم يعلمه، وهنا يتوجب عليه السؤال وطلب الفتوى ممن هم اهلها من اهل العلم المؤتمنين على الدين، لقوله تعالى :"(... فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ...) من الاية 43 سورة النحل. وتكررت في سورة الانبياء فقال سبحانه : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]. وتنبه جيدا فقد سماهم الله تعالى اهل الذكر، وذلك لملازمتهم له، بالاتباع والمدارسة و الممارسة والالتزام. والذكر يشمل الكتاب والسنة وما يتعلق بهما من وسائل للفهم والادراك لمراد خطاب المشرع الحكيم، ولا بد من التثبت ممن يفتيك خاصة في هذا الزمن وقد اصبح الافتاء والدين تجارة وسلما للوصول للغايات والاهواء، وليس ذكرا مع كل اسف، فقد روى ابن عبد البر رحمه الله: أن رجلاً دخل على ربيعة بن عبدالرحمن ـ شيخ الإمام مالك ـ فوجده بيكي! فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه، فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له! وظهر في الإسلام أمر عظيم! قال ربيعة: ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق.
أما المسائل التي لم يرد فيها نص مباشر صريح عن الله ولا عن رسوله، ولا عمن يقتدى بقولهم من اهل العلم، وأفتى فيها أكثر من واحد ولم تتفق أقوالهم، فحينئذ يرجع المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان إلى ما ترجح في قلبه من هذه الأقوال واكثرها استنادا الى الدليل، لقوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". رواه الترمذي والنسائي وأحمد من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما.
والعبرة في الحلال والحرام بالأدلة الشرعية، وليس بهوى النفس وشهوتها، ولكن من باب الورع نعم دع ما يريبك الى ما لا يريبك.
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام: معاذ الله أن يكون الحرام والحلال على ما وقع في النفس، والنفوس تختلف أهواؤها، والدين واحد لا اختلاف فيه، قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير لله لوجدوا فيه ختلافا كثيرا. اهـ.
وهنا قد يحتج البعض بانه سال عالما فاباح له او حرم عليه فقد قال ابن القيم رحمه الله : "لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه ، وحاك في صدره من قبوله ، وتردد فيها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) اه.
فان المفتي ليس في قلبك ولا يعلم الغيب، وانما فتواه تكون على قدر ما افاده المستفتي في سؤاله، وما بينه له من احوال، وكذلك القاضي الذي يحكم بالظاهر ويفرض الحق على قدر الحجة التي يسمعها، فان اعطاك ما ليس لك، فالفتوى هنا لقلبك، فاذا تردد في نفسك وقلبك قبول فرض القاضي او فتيا المفتي، فانت بما في قلبك ونفسك اعلم، فقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذ فإنما أقطع له قطعة من النار). هذا والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.