(1)
ديمقراطية الدولار والقابضون على الدولار
لو سألتني :ما الذي جرى لكثير من المثقفين/ات حتى تساقطوا واستداروا هكذا؟
يكون الجواب السريع: لأن حركة الثورة العربية كانت بقيادات ضحلة فكريا ونظريا وميدانيا وهي قُطرية لا قومية ويمينية لا يسارية ولا شيوعية ومساوِمة لا قطعية جذرية مع الأنظمة المعادية للأمة. لذا لم يجد بعض هؤلاء حرجا في التصهين.
أما الجواب الأوسع قليلاً فهو:
منذ أن بدأ الربيع العربي تم اغتصابه ل "يتخرفن" يصبح خريفا وتدفق الحبر على الصفحات واللغط على الشاشات لهجا بالديمقراطية وخاصة من بلاد النفط وأخصها الدوحة وتسابق مثقفون/ات إلى وعلى أطباق حلوى النفط يجذبهم الدولار وبراعة عزمي بشاره في التأوهات بالديمقراطية وسلامه كيله في توزيع تلك التأوهات/الكتب من المحيط إلى الخليج. وصارت الديمقراطية هي الفردوس المفقود والتي إن حصلوا عليها ستكون (حجاب الحب والحبَل وركوب الجمل) . ولرائحة حلوى النفط كادت الجامعات الفلسطينية تخلو من المحاضِرين/ات، حتى مجلة كنعان فقدت بعضهن إلى بلاط عزمي بشاره!
أما قبل الربيع/الخريف وبعده فكانت الإمارات البريطانية المتحدة "تكية" منح الجوائز "الأدبية" للمثقفين العرب. وبالطبع لم تلمح بصائرهم الأرضية الصهيونية لهذه الإمارة. وقبل هذا وذاك كانت السعودية قد أنشئت ل تركي بن عبد العزيز منتدى الجنادرية الذي تسابق العديد من الكتاب والصحفيين لحظوة الذهاب إلى هناك ليعودوا منتفخين مالا.
ولفهم الكارثة الثقافية أكثر، إقرأ التالي عن ديمقراطية امريكا التي يحلم هؤلاء بها عن موقع قاسيون ترجمة ديما نجار:
"... فمثلاً مؤسسة فورد «Ford Foundation» إحدى أقوى المؤسسات الخاصة المانحة عالمياً، مع منظماتها غير الحكومية، دعمت الحركة على مر ست سنوات بدءاً من نشأتها بمئة مليون دولار. ومن فترة قصيرة قامت كذلك مؤسسة المجتمع المفتوح «Open Society Foundation» التابعة لجورج سوروس بضخ 220 مليون دولار في المجموعات التي تناضل من أجل المساواة وضد الفاشية.
أود أن أذكّر بأن صانعي الثورة الأمريكية (1765-1783) كانوا بلا استثناء من الأغنياء، الذين سعوا إلى الحفاظ على نظام من العبودية والعمل الإجباري. رئيس الولايات المتحدة الأول، جورج واشنطن، كان من أغنى أغنياء مستعمرات أمريكا الشمالية، وامتلك مئات العبيد، وعدداً هائلاً من العقارات. كذلك توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، قال: بأن مئات العبيد لديه هم ملكيته. لكنه كان على الأقل «محترماً» بأن اعترف في رسالة إلى جون نيكولاس ديموينر، السياسي الفرنسي الذي أيد الثورة الفرنسية، إذ كتب له: «الإنسان آلة مدهشة وغير معقولة».
ملاحظة: حبذا لو وضعت قاسيون المصدر الأصلي بالإنجليزية
ديمقراطية الدولار والقابضون على الدولار
لو سألتني :ما الذي جرى لكثير من المثقفين/ات حتى تساقطوا واستداروا هكذا؟
يكون الجواب السريع: لأن حركة الثورة العربية كانت بقيادات ضحلة فكريا ونظريا وميدانيا وهي قُطرية لا قومية ويمينية لا يسارية ولا شيوعية ومساوِمة لا قطعية جذرية مع الأنظمة المعادية للأمة. لذا لم يجد بعض هؤلاء حرجا في التصهين.
أما الجواب الأوسع قليلاً فهو:
منذ أن بدأ الربيع العربي تم اغتصابه ل "يتخرفن" يصبح خريفا وتدفق الحبر على الصفحات واللغط على الشاشات لهجا بالديمقراطية وخاصة من بلاد النفط وأخصها الدوحة وتسابق مثقفون/ات إلى وعلى أطباق حلوى النفط يجذبهم الدولار وبراعة عزمي بشاره في التأوهات بالديمقراطية وسلامه كيله في توزيع تلك التأوهات/الكتب من المحيط إلى الخليج. وصارت الديمقراطية هي الفردوس المفقود والتي إن حصلوا عليها ستكون (حجاب الحب والحبَل وركوب الجمل) . ولرائحة حلوى النفط كادت الجامعات الفلسطينية تخلو من المحاضِرين/ات، حتى مجلة كنعان فقدت بعضهن إلى بلاط عزمي بشاره!
أما قبل الربيع/الخريف وبعده فكانت الإمارات البريطانية المتحدة "تكية" منح الجوائز "الأدبية" للمثقفين العرب. وبالطبع لم تلمح بصائرهم الأرضية الصهيونية لهذه الإمارة. وقبل هذا وذاك كانت السعودية قد أنشئت ل تركي بن عبد العزيز منتدى الجنادرية الذي تسابق العديد من الكتاب والصحفيين لحظوة الذهاب إلى هناك ليعودوا منتفخين مالا.
ولفهم الكارثة الثقافية أكثر، إقرأ التالي عن ديمقراطية امريكا التي يحلم هؤلاء بها عن موقع قاسيون ترجمة ديما نجار:
"... فمثلاً مؤسسة فورد «Ford Foundation» إحدى أقوى المؤسسات الخاصة المانحة عالمياً، مع منظماتها غير الحكومية، دعمت الحركة على مر ست سنوات بدءاً من نشأتها بمئة مليون دولار. ومن فترة قصيرة قامت كذلك مؤسسة المجتمع المفتوح «Open Society Foundation» التابعة لجورج سوروس بضخ 220 مليون دولار في المجموعات التي تناضل من أجل المساواة وضد الفاشية.
أود أن أذكّر بأن صانعي الثورة الأمريكية (1765-1783) كانوا بلا استثناء من الأغنياء، الذين سعوا إلى الحفاظ على نظام من العبودية والعمل الإجباري. رئيس الولايات المتحدة الأول، جورج واشنطن، كان من أغنى أغنياء مستعمرات أمريكا الشمالية، وامتلك مئات العبيد، وعدداً هائلاً من العقارات. كذلك توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، قال: بأن مئات العبيد لديه هم ملكيته. لكنه كان على الأقل «محترماً» بأن اعترف في رسالة إلى جون نيكولاس ديموينر، السياسي الفرنسي الذي أيد الثورة الفرنسية، إذ كتب له: «الإنسان آلة مدهشة وغير معقولة».
ملاحظة: حبذا لو وضعت قاسيون المصدر الأصلي بالإنجليزية