التجديد من منظور شرعي Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» اتى فصل الشتاء 0 نبيل القدس
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitimeاليوم في 11:39 am من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
التجديد من منظور شرعي I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 674 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 673 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

نبيل القدس ابو اسماعيل

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38801
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
معتصم - 12434
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 
العرين - 1193
التجديد من منظور شرعي I_vote_rcapالتجديد من منظور شرعي I_voting_barالتجديد من منظور شرعي I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66289 مساهمة في هذا المنتدى في 20243 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

التجديد من منظور شرعي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم التجديد في منظور شرعنا
وردت كلمة التجديد في الحديث النبوي الشريف ‏‎( إن الله تعالى ليبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها (رواه أبو داود بسند صحيح)].
ان اي فكرة نهضوية لابد لها من ان تمر عبر اجيال اربعة: جيل الدعاة و البناة، وجيل الوارثين المعاصرين لمعاناة البناة من ابنائهم، وجيل ورثة الوارثين الذين عادة ما يبدأ الانحدار في عهدهم، ثم يكون جيل المضيعين الذين يضيعون ما ورثوه من وارثي الوارثين .
وبحسبة بسيطة اذا اعتبرنا ان الجيل فترته الزمنية من عشرين الى ثلاثين سنة، فان الناس يكونون محتاجون للمجددين والتجديد على راس كل قرن، لان راس القرن يكون دوما جيل المضيعين. وذلك حسب فهم ابن خلدون رحمه الله في مقدمته عندما تحدث عن مسيرة بناء الممالك وهبوطها عبر التاريخ الذي تكاد سننه لا تتخلف..
وهناك نجد ان الامام الغزالي رحمه الله عرف التجديد في كتابه احياء علوم الدين بقوله : «إحياء ما اندرس من السنة» أو «إحياء الدين» لانه في فترة الوارثين والمضيعين يتم التهاون والتقصير والعجز في امور قد لا يلقون لها بالا، فيقودهم التهاون الى الوهن والضعف والهاوية والهوان والوبال، خاصة اذا الف الناس والعامة هذا التهاون و التقصير وعجز الهمة عن نيل مطالب العلا، والرضا بحياة مهما كان لونها والحرص عليها، وتقصير النفوس عن التضحية والبذل والسعي لنيل وبلوغ ذرى المعالي .
ووردت كلمة تجديد في عدة احاديث نبوية شريفة اذكر منها :-
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جددوا إيمانكم) ، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال: (أكثروا من قول لا اله إلا الله) .رواه الامام احمد.
وذلك ان اي تجديد فكري او سياسي او اجتماعي لا بد له من اساس وقاعدة ينطلق منها . والتجديد في حياة امة الاسلام لا بد وان ينطلق من المعتقد الاساس، ولا بد ان ينبثق اي فكر تجديدي نهضوي يبغي نهضة الامة من هذا المنطلق ومن هذه القاعدة العقائدية :لا اله الا الله .التي لا يرضى الله تعالى غيرها، وبها وعلى اساسها استقام امر وجود الوجود . و وسعت كل الوجود، فهي قطعا تسعك يا ابن ادم.
وهذا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:
( إنَّ الإيمانَ ليخلق - أي: ليبلى - في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أنْ يُجَدِّدَ الإيمان في قلوبكم ).رواه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
اي ان مفاهيم الايمان والقيم المنبثقة عنه و الافكار التي تبنى على اساسه، يعتريها الغبار ويخلق بعضها، اذا انصرف الانسان عنها فترة من الدهر بسبب ظروف واحوال المت به، او انحرفت بمساره مع طول الامد، فشوشت افكاره وقطعت صلتها بالعقيدة قاعدة التفكير و منطلقه. و لهذا قال معاذ رضي الله عنه لبعض أصحابه: (اجلس بنا نؤمن ساعة)
أيْ: نذكر ذكراً يملأ قلوبنا و عقولنا طمانينة ويثبت قناعاتها. فهل كان الصحابة رضوان الله عليهم في حاجة لذلك و نحن في غنًى عنه ؟! و هل كان ينقصهم من علمِ الإيمان و عملهِ المبني عليه مثل ذلك الذي ينقصنا.... ؟! وقال بعضهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) :- معنى "يجدد" أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده، وأتم عليهم نعمته، ورضيه لهم دينًا، بعث إليهم علماء أو عالمًا بصيرًا بالإِسلام، وداعيةً رشيدًا يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة، ويجنبهم البدع ويحذرهم محدثات الأمور، ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فسمى ذلك: تجديدًا بالنسبة للأمة، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة، أما الإِسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له، قال تعالى :- ( إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
ان المتدبر للسلوك البشري يجد ان ما يستجد في حياة الناس هي وسائل عيشهم وامور رفاهية حياتهم ،وهذه عندنا محلولة بالاجتهاد، الذي هو البحث ببذل الوسع لفهم الواقعة المستجدة واستنباط حكمها من وحي الله تعالى كتابا او سنة صحيحة، والثابتة نصوصهما والمحفوظة، وبهذا يكون باب الاجتهاد الذي لا يجوز ان يغلق ،بل ويحرم اغلاقه، هو الباب الواسع للتجديد في الامة وتابعة المستجدات، حيث به تواكب النصوص و الاحكام الثابتة مسيرة الحياة المتحركة المتجددة.
اما دوافع السلوك في البشر فهي ثابتة من لدن الانسان الاول الى اخر انسان تقوم عليه الساعة، والتشريع الرباني اخذ في معالجته لسلوك البشر وبنى احكامه على اساس معالجة الدوافع. فلذلك لا حاجة اصلا للقول بتجديد الاحكام لانها نصوص ثابتة لاسباب ثابتة اصيلة في النفس.
اما التجديد في العقيدة فهو تغيير الدين ومسخه وطمسه، وهو ما يبغون من اطلاقهم اليوم لهذا المصطلح الفضفاض اللامع، لان الامة لا يجوز لها ان تغير في ثوابتها الايمانية، ولا يجوز لها ان تضاهي غيرها فيها او تتاثر بمناهج الاخرين، مما سيولد الردة والالحاد والزندقة، كما حصل لاتباع بعض الفرق الضالة التي تاثرت بمفاهيم الفلسفات والمعتقدات الفاسدة عند الامم الاخرى ...
ومما تقدم نجد أن التجديد يعني إعادة ترميم الشيء البالي وهو (نقيض البالي)، وليس ايجاد شيء لم يكن موجوداً و (نقيض الخَلًق) ، وبهذا المعنى فإن التجديد في مجال الفكر، أو في مجال الأشياء على السواء، هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلي أو قدم او خلق ، أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره، وان تعيده إلى حالته الأولى يوم كان أول مرة، فتجدد الشيء بأن تعيده (جديداً)، وكذلك الفكر والمفاهيم اعادة بنائها على سيرتها الاولى..قال ابن منظور في لسان العرب: " الجدّة هي نقيص البلى، ويقال شيء جديد، وتجدد الشيء صار جديداً وهو نقيض الخلق، وجدّ الثوب يجِدُّ (بالكسر) صار جديداً، والجديد ما لا عهد لك به.
اللهم احفظ علينا ديننا من كيد الكائدين الحاسدين المضلين وتحريف المبطلين وصن امتنا في عقيدتها وفكرها ودينها ورد عنا كيد العادين واذنابهم واعوانهم وابرم لنا امر رشد يعز به اولياؤك واهل طاعتك ويذل به اعداؤك واهل معصيتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم التجديد في منظور شرعنا الحنيف
وردت كلمة التجديد في الحديث النبوي الشريف ‏‎( إن الله تعالى ليبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها (رواه أبو داود بسند صحيح)].
ان اي فكرة نهضوية لابد لها من ان تمر عبر اجيال اربعة: جيل الدعاة و البناة، وجيل الوارثين المعاصرين لمعاناة البناة من ابنائهم، وجيل ورثة الوارثين الذين عادة ما يبدأ الانحدار في عهدهم، ثم يكون جيل المضيعين الذين يضيعون ما ورثوه من وارثي الوارثين .
وبحسبة بسيطة اذا اعتبرنا ان الجيل فترته الزمنية من عشرين الى ثلاثين سنة، فان الناس يكونون محتاجون للمجددين والتجديد على راس كل قرن، لان راس القرن يكون دوما جيل المضيعين. وذلك حسب فهم ابن خلدون رحمه الله في مقدمته عندما تحدث عن مسيرة بناء الممالك وهبوطها عبر التاريخ الذي تكاد سننه لا تتخلف..
وهناك نجد ان الامام الغزالي رحمه الله عرف التجديد في كتابه احياء علوم الدين بقوله : «إحياء ما اندرس من السنة» أو «إحياء الدين» لانه في فترة الوارثين والمضيعين يتم التهاون والتقصير والعجز في امور قد لا يلقون لها بالا، فيقودهم التهاون الى الوهن والضعف والهاوية والهوان والوبال، خاصة اذا الف الناس والعامة هذا التهاون و التقصير وعجز الهمة عن نيل مطالب العلا، والرضا بحياة مهما كان لونها والحرص عليها، وتقصير النفوس عن التضحية والبذل والسعي لنيل وبلوغ ذرى المعالي .
ووردت كلمة تجديد في عدة احاديث نبوية شريفة اذكر منها :-
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جددوا إيمانكم) ، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال: (أكثروا من قول لا اله إلا الله) .رواه الامام احمد.
وذلك ان اي تجديد فكري او سياسي او اجتماعي لا بد له من اساس وقاعدة ينطلق منها . والتجديد في حياة امة الاسلام لا بد وان ينطلق من المعتقد الاساس، ولا بد ان ينبثق اي فكر تجديدي نهضوي يبغي نهضة الامة من هذا المنطلق ومن هذه القاعدة العقائدية :لا اله الا الله .التي لا يرضى الله تعالى غيرها، وبها وعلى اساسها استقام امر وجود الوجود . و وسعت كل الوجود، فهي قطعا تسعك يا ابن ادم.
وهذا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:
( إنَّ الإيمانَ ليخلق - أي: ليبلى - في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أنْ يُجَدِّدَ الإيمان في قلوبكم ).رواه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
اي ان مفاهيم الايمان والقيم المنبثقة عنه و الافكار التي تبنى على اساسه، يعتريها الغبار ويخلق بعضها، اذا انصرف الانسان عنها فترة من الدهر بسبب ظروف واحوال المت به، او انحرفت بمساره مع طول الامد، فشوشت افكاره وقطعت صلتها بالعقيدة قاعدة التفكير و منطلقه. و لهذا قال معاذ رضي الله عنه لبعض أصحابه: (اجلس بنا نؤمن ساعة)
أيْ: نذكر ذكراً يملأ قلوبنا و عقولنا طمانينة ويثبت قناعاتها. فهل كان الصحابة رضوان الله عليهم في حاجة لذلك و نحن في غنًى عنه ؟! و هل كان ينقصهم من علمِ الإيمان و عملهِ المبني عليه مثل ذلك الذي ينقصنا.... ؟! وقال بعضهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) :- معنى "يجدد" أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده، وأتم عليهم نعمته، ورضيه لهم دينًا، بعث إليهم علماء أو عالمًا بصيرًا بالإِسلام، وداعيةً رشيدًا يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة، ويجنبهم البدع ويحذرهم محدثات الأمور، ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فسمى ذلك: تجديدًا بالنسبة للأمة، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة، أما الإِسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له، قال تعالى :- ( إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
ان المتدبر للسلوك البشري يجد ان ما يستجد في حياة الناس هي وسائل عيشهم وامور رفاهية حياتهم ،وهذه عندنا محلولة بالاجتهاد، الذي هو البحث ببذل الوسع لفهم الواقعة المستجدة واستنباط حكمها من وحي الله تعالى كتابا او سنة صحيحة، والثابتة نصوصهما والمحفوظة، وبهذا يكون باب الاجتهاد الذي لا يجوز ان يغلق ،بل ويحرم اغلاقه، هو الباب الواسع للتجديد في الامة وتابعة المستجدات، حيث به تواكب النصوص و الاحكام الثابتة مسيرة الحياة المتحركة المتجددة.
اما دوافع السلوك في البشر فهي ثابتة من لدن الانسان الاول الى اخر انسان تقوم عليه الساعة، والتشريع الرباني اخذ في معالجته لسلوك البشر وبنى احكامه على اساس معالجة الدوافع. فلذلك لا حاجة اصلا للقول بتجديد الاحكام لانها نصوص ثابتة لاسباب ثابتة اصيلة في النفس.
اما التجديد في العقيدة فهو تغيير الدين ومسخه وطمسه، وهو ما يبغون من اطلاقهم اليوم لهذا المصطلح الفضفاض اللامع، لان الامة لا يجوز لها ان تغير في ثوابتها الايمانية، ولا يجوز لها ان تضاهي غيرها فيها او تتاثر بمناهج الاخرين، مما سيولد الردة والالحاد والزندقة، كما حصل لاتباع بعض الفرق الضالة التي تاثرت بمفاهيم الفلسفات والمعتقدات الفاسدة عند الامم الاخرى ...
ومما تقدم نجد أن التجديد يعني إعادة ترميم الشيء البالي وهو (نقيض البالي)، وليس ايجاد شيء لم يكن موجوداً و (نقيض الخَلًق) ، وبهذا المعنى فإن التجديد في مجال الفكر، أو في مجال الأشياء على السواء، هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلي أو قدم او خلق ، أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره، وان تعيده إلى حالته الأولى يوم كان أول مرة، فتجدد الشيء بأن تعيده (جديداً)، وكذلك الفكر والمفاهيم اعادة بنائها على سيرتها الاولى..قال ابن منظور في لسان العرب: " الجدّة هي نقيص البلى، ويقال شيء جديد، وتجدد الشيء صار جديداً وهو نقيض الخلق، وجدّ الثوب يجِدُّ (بالكسر) صار جديداً، والجديد ما لا عهد لك به.
اللهم احفظ علينا ديننا من كيد الكائدين الحاسدين المضلين وتحريف المبطلين وصن امتنا في عقيدتها وفكرها ودينها ورد عنا كيد العادين واذنابهم واعوانهم وابرم لنا امر رشد يعز به اولياؤك واهل طاعتك ويذل به اعداؤك واهل معصيتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى