بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة الجمعة نذكر اخواننا خطباء الجمعة فالذكرى تنفع المؤمنين
فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
اخي خطيب الجمعة الكريم، ايها الوعاظ الافاضل ، ويا كل من يعلمون الناس الخير فابشركم بصلوات ربي وجميع خلقه عليكم ، فقد خرج الترمذي وصححه من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر؛ ليصلون على معلمي الناس الخير».
ايها الاخوة الاكارم الفضلاء :-
تذكروا وانتم تقفون على اعواد المنبر انكم تقومون بمقام المبلغ عن الله تعالى ، وهذا الموقف هو موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه رسالة ربه... فهو موقف عظيم وجد خطير .. وقولكم محسوب ، وسلوككم مراقب منظور ، وقد نهانا الله تعالى ان تكون شخصيتنا مضطربة بمخالفة افعالنا لاقوالنا، وعد الله تعالى ذلك من كبائر الاثم الممقوت عنده سبحانه فقال : - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣)الصف) ...
وامرنا عز وجل ان نتقيه ونخشاه وحده، ونقول القول السديد الحق، فقال :-
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70 الاحزاب) وجعل لنا على خشيته وقول الحق الذي يرضيه ولو اغضب اهل الارض كلهم ثوابا عظيما في الدنيا والاخرة فقال في الاية التي بعدها : -
(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾( سورة الأحزاب) ...
وقد جاءت سنة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه مبينة لتلك المعاني الجليلة فقال صلى الله عليه واله وسلم :- (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ) [ أحمد عن أنس بن مالك]
وحذرنا صلى الله عليه واله وسلم خاصة الخطباء فقال :- (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ) [ رَوَاهُ البُخَارِيُّ وأحمد عن أبي هريرة ]
وحذر الخطباء على وجه الخصوص وكل من يتولى امور توجيه الناس وتليمهم ، من خطورة العاقبة والمآل فروى الهيثمي في مجمع الزوائد واحمد في مسنده وابو يعلى عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : - أتيتُ ليلَةَ أُسْرِيَ بي علَى رِجالٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُم بمقاريضَ من نارٍ قلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جبريلُ قال هؤلاءِ خطباءُ أمتِكَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ الناسَ بالبرِّ وينسونَ أَنْفُسَهُمْ وهم يَتْلُونَ الْكِتابَ أفَلَا يعقِلونَ وفي روايةٍ تُقْرَضُ ألسنتُهُمْ بِمقَارِيضَ من نارٍ أوْ قال من حديدٍ وفي روايةٍ أتيتُ على سماءِ الدنيا ليلةَ أُسْرِيَ بي فرأَيْتُ فيها رجالًا تُقْطَعُ ألسنتُهم وشفاهُهم . . . .
و أخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية مالك بن دينار عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : - صلى الله عليه وسلم - رأيت ليلة أسرى بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال الخطباء من أمتك).
ولقد ارادنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ان نكون امة واحدة متحابة متاخية متماسكة فقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ {التوبة:71}، قال الشوكاني رحمه الله عند تفسيره هذه الآية: أي قلوبهم متحدة في التوادد والتحابب والتعاطف بسبب ما جمعهم من أمر الدين وضمهم من الإيمان بالله. فنسبتهم بطريق القرابة الدينية المبنية على المعاقدة المستتبعة للآثار من المعونة والنصرة وغير ذلك) اه .
ومن الأدلة على وجوب الاهتمام بامر المسلمين و كذلك وجوب توحدهم في مشاعرهم واحاسيسهم ونصرة بعضهم لبعض، قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه). متفق عليه، ومنها أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). رواه مسلم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: (المؤمنون تتكافؤ دماؤهم، وهم يد على من سواهم). رواه أبو داود ...
فنسال الله تعالى سداد القول واستقامة العمل وبارك الله جمعكم وطابت جمعتكم برضوانه وقبوله وغفرانه .....
ولا تنسوا اخوانكم المجاهدين في سبيله والذود عن حياض الامة من الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
في ليلة الجمعة نذكر اخواننا خطباء الجمعة فالذكرى تنفع المؤمنين
فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
اخي خطيب الجمعة الكريم، ايها الوعاظ الافاضل ، ويا كل من يعلمون الناس الخير فابشركم بصلوات ربي وجميع خلقه عليكم ، فقد خرج الترمذي وصححه من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر؛ ليصلون على معلمي الناس الخير».
ايها الاخوة الاكارم الفضلاء :-
تذكروا وانتم تقفون على اعواد المنبر انكم تقومون بمقام المبلغ عن الله تعالى ، وهذا الموقف هو موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه رسالة ربه... فهو موقف عظيم وجد خطير .. وقولكم محسوب ، وسلوككم مراقب منظور ، وقد نهانا الله تعالى ان تكون شخصيتنا مضطربة بمخالفة افعالنا لاقوالنا، وعد الله تعالى ذلك من كبائر الاثم الممقوت عنده سبحانه فقال : - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣)الصف) ...
وامرنا عز وجل ان نتقيه ونخشاه وحده، ونقول القول السديد الحق، فقال :-
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70 الاحزاب) وجعل لنا على خشيته وقول الحق الذي يرضيه ولو اغضب اهل الارض كلهم ثوابا عظيما في الدنيا والاخرة فقال في الاية التي بعدها : -
(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾( سورة الأحزاب) ...
وقد جاءت سنة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه مبينة لتلك المعاني الجليلة فقال صلى الله عليه واله وسلم :- (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ) [ أحمد عن أنس بن مالك]
وحذرنا صلى الله عليه واله وسلم خاصة الخطباء فقال :- (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ) [ رَوَاهُ البُخَارِيُّ وأحمد عن أبي هريرة ]
وحذر الخطباء على وجه الخصوص وكل من يتولى امور توجيه الناس وتليمهم ، من خطورة العاقبة والمآل فروى الهيثمي في مجمع الزوائد واحمد في مسنده وابو يعلى عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : - أتيتُ ليلَةَ أُسْرِيَ بي علَى رِجالٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُم بمقاريضَ من نارٍ قلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جبريلُ قال هؤلاءِ خطباءُ أمتِكَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ الناسَ بالبرِّ وينسونَ أَنْفُسَهُمْ وهم يَتْلُونَ الْكِتابَ أفَلَا يعقِلونَ وفي روايةٍ تُقْرَضُ ألسنتُهُمْ بِمقَارِيضَ من نارٍ أوْ قال من حديدٍ وفي روايةٍ أتيتُ على سماءِ الدنيا ليلةَ أُسْرِيَ بي فرأَيْتُ فيها رجالًا تُقْطَعُ ألسنتُهم وشفاهُهم . . . .
و أخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية مالك بن دينار عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : - صلى الله عليه وسلم - رأيت ليلة أسرى بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال الخطباء من أمتك).
ولقد ارادنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ان نكون امة واحدة متحابة متاخية متماسكة فقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ {التوبة:71}، قال الشوكاني رحمه الله عند تفسيره هذه الآية: أي قلوبهم متحدة في التوادد والتحابب والتعاطف بسبب ما جمعهم من أمر الدين وضمهم من الإيمان بالله. فنسبتهم بطريق القرابة الدينية المبنية على المعاقدة المستتبعة للآثار من المعونة والنصرة وغير ذلك) اه .
ومن الأدلة على وجوب الاهتمام بامر المسلمين و كذلك وجوب توحدهم في مشاعرهم واحاسيسهم ونصرة بعضهم لبعض، قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه). متفق عليه، ومنها أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). رواه مسلم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: (المؤمنون تتكافؤ دماؤهم، وهم يد على من سواهم). رواه أبو داود ...
فنسال الله تعالى سداد القول واستقامة العمل وبارك الله جمعكم وطابت جمعتكم برضوانه وقبوله وغفرانه .....
ولا تنسوا اخوانكم المجاهدين في سبيله والذود عن حياض الامة من الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....