بسم الله الرحمن الرحيم -1
1- الحلقة الاولى من سلسلة استعدوا للصيام بالصيام عن ذل المعاصي قبل الصيام في شهر الصيام :-
الاصل في المؤمن انه انسان عزيز ، عزيز في نفسه فلا يقبل ان يذلها الا لله تعالى خالقها واليه معادها بالعبودية المطلقة له في شأنه كله ، وفي هذا تحقيق عزه ومجده وسؤدده ... فلا ينبغي للانسان عبودية من هو دون الله عز وجل ، وقد كرم الله بني ادم على العالمين بمنهاج جعلهم قيمين عليه واستخلفهم لعمارة الارض به ، فان عصوا واتبعوا النفس والهوى كان ذلهم وهوانهم لان في ذلك العصيان تكون الذلة والمهانة والصغار ، والعصيان منهج ابليس، والصغار والهوان والطرد من رحمة الله عاقبته ومن تبعه وضل عن منهج الهدى : (إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36 البقرة)
وقد ورث الصالحون من الناس منهج الرسل والانبياء في الهداية الذي هداهم الله بتوفيقه اليه، قال تعالى:-
وقيل: " أورثنا " أي : أخرنا ، ومنه الميراث لأنه أخر عن الميت ، ومعناه : أخرنا القرآن عن الأمم السالفة وأعطيناكموه ، وأهلناكم له . ( الذين اصطفينا من عبادنا ) قال ابن عباس : يريد أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قسمهم ورتبهم فقال :- ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) روي عن أسامة بن زيد في قوله - عز وجل - : " فمنهم ظالم لنفسه " الآية ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كلهم من هذه الأمة " . اه.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر. رواه الترمذي . وجاء في سنن أبي داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه...).
ولو بحثنا في اسباب المعاصي لوجدنا ان اولها واولاها بالذكر : الجهل ، وهو ضد العلم ويؤدي الى عدم معرفة الله تعالى معرفة حقة فلا يقدره تعالى حق قدره ، فيستهين بأوامره ونواهيه ، ويتهاون في تعلمها، ومن ثم فان الجهل يولد الشك المسيء للتلقي عن الله تعالى والوقوف عند احكامه في الاموروبالتالي التهاون في العمل بها ... قال الخليل بن أحمد:-
"الناس أربعة رجل يدري ويدري انه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ورجل يدري وهو لايدري انه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ورجل لا يدري وهو يدري انه لا يدري فذاك طالب فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذاك احمق فاجتنبوه " .
1- الحلقة الاولى من سلسلة استعدوا للصيام بالصيام عن ذل المعاصي قبل الصيام في شهر الصيام :-
الاصل في المؤمن انه انسان عزيز ، عزيز في نفسه فلا يقبل ان يذلها الا لله تعالى خالقها واليه معادها بالعبودية المطلقة له في شأنه كله ، وفي هذا تحقيق عزه ومجده وسؤدده ... فلا ينبغي للانسان عبودية من هو دون الله عز وجل ، وقد كرم الله بني ادم على العالمين بمنهاج جعلهم قيمين عليه واستخلفهم لعمارة الارض به ، فان عصوا واتبعوا النفس والهوى كان ذلهم وهوانهم لان في ذلك العصيان تكون الذلة والمهانة والصغار ، والعصيان منهج ابليس، والصغار والهوان والطرد من رحمة الله عاقبته ومن تبعه وضل عن منهج الهدى : (إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36 البقرة)
وقد ورث الصالحون من الناس منهج الرسل والانبياء في الهداية الذي هداهم الله بتوفيقه اليه، قال تعالى:-
﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [ سورة فاطر: 32] . قال البغوي في تفسيره : - (ثم أورثنا الكتاب ) يعني : الكتاب الذي أنزلناه إليك الذي ذكر في الآية الأولى ، وهو القرآن ، جعلناه ينتهي إلى ( الذين اصطفينا من عبادنا )ويجوز أن يكون " ثم " بمعنى الواو ، أي : وأورثنا ، كقوله : " ثم كان من الذين آمنوا " ( البلد - 17 ) ، أي : وكان من الذين آمنوا ، ومعنى " أورثنا " أعطينا ، لأن الميراث عطاء ، قاله مجاهد .
وقيل: " أورثنا " أي : أخرنا ، ومنه الميراث لأنه أخر عن الميت ، ومعناه : أخرنا القرآن عن الأمم السالفة وأعطيناكموه ، وأهلناكم له . ( الذين اصطفينا من عبادنا ) قال ابن عباس : يريد أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قسمهم ورتبهم فقال :- ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) روي عن أسامة بن زيد في قوله - عز وجل - : " فمنهم ظالم لنفسه " الآية ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كلهم من هذه الأمة " . اه.ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر. رواه الترمذي . وجاء في سنن أبي داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه...).
ولو بحثنا في اسباب المعاصي لوجدنا ان اولها واولاها بالذكر : الجهل ، وهو ضد العلم ويؤدي الى عدم معرفة الله تعالى معرفة حقة فلا يقدره تعالى حق قدره ، فيستهين بأوامره ونواهيه ، ويتهاون في تعلمها، ومن ثم فان الجهل يولد الشك المسيء للتلقي عن الله تعالى والوقوف عند احكامه في الاموروبالتالي التهاون في العمل بها ... قال الخليل بن أحمد:-
"الناس أربعة رجل يدري ويدري انه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ورجل يدري وهو لايدري انه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ورجل لا يدري وهو يدري انه لا يدري فذاك طالب فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذاك احمق فاجتنبوه " .
وفي دعوة الناس إلى الهدى أجر عظيم قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا »[صحيح مسلم ] فانظر هذا الثواب العظيم الذي قصرت عنه الهمم وتكاسلت عنه الجهود وزهدت عنه النفوس في هذا الزمان
والى حلقة جديدة من هذه السلسلة نقول:-
فلنصم اذا عن تقصيرنا في امر الحفاظ على موروثنا من الله تعالى ايها الناس ، عملا وقولا ودعوة قبل صومنا عن الطعام والشراب ... اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتقبله منا يارب واكتب لنا فيه النصر والنصرة يا ناصر المستضعفين ...والى حلقة جديدة من هذه السلسلة نقول:-