بسم الله الرحمن الرحيم
حدبث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير
القوة والامانة مطلب لنجاح اي فكرة او عمل
تكتسب الفكرة قوتها من امور عدة و أولها:- قدرتها على الاقناع، وثانيها:- قابليتها للتطبيق والتنفيذ... وثالثها:- ارتقائها بالانسان كانسان وملامستها لفطرته.. ورابعها:- قدرتها على حل كافة مشاكل الحياة.. وخامسها:- ان تكون مستندة الى عقيدة صحيحة ربانية المصدر ... وسادسها :- ان يحملها امناء مخلصون واعون على طبيعة فكرتهم!! و واعون على البيئة المحلية المحيطة بهم!! وواعون على طبيعة الموقف الدولي والعالمي!! .... وسابعها:- ان تحقق مصالح الناس وتحددها لهم تحديدا صحيحا !! بحيث تصبح تدور المصلحة مع الفكرة وما حددته وجودا وعدما، فترتبط مصالح الناس بالفكرة ارتباطا وثيقا وتقوم على اساسها.... اي ما يُعرف بتكييف الهوى مع الفكر وليس العكس !!...
وثامنها:- ان تلبي متطلبات حياة الناس واحتياجاتهم اليومية لاشباع جوعات غرائزهم واشباع حاجاتهم العضوية ....
هذه عناصر قوة الفكرة والتي تجعلها فكرة عملية قابلة للتطبيق والانتشار ان وجدت الامناء الاقوياء المخلصين الواعين، قال الله تعالى في سورة القصص: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]. و الأمانة والقوة من الصفات الحميدة التي تتصدر سلم القيم البشرية الفاضلة ومكارم الأخلاق في كل مكان وزمان وعند جميع الثقافات والأمم، وتشكلان أهم الركائز التي تُبنى عليها إنجازات وأمجاد الأمم الرائدة. بيد أن هاتين الخصلتين لا تنفعان وتعودان بالخير ولا تثقلان في الميزان إلا إذا كانتا مقترنتين ومتلازمتين في ترابط تام لا يفصل بينهما حاجز أو مانع ولا حتى حرف عطف “إن خير من استأجرت القوي الأمين” – الآية.
و قُدِّمتْ القوةُ على الأمانة؛ لأنها بيدِ القويِّ تكونُ متعديةً إلى غيره، بينما بيدِ الضعيفِ قد لا يستطيعُ تعديتَها إلى الآخرين. وكذلكَ هي المصالحُ العامةُ بحاجةٍ إلى قوةٍ ليستطيعَ صاحبُها تعديتَها إلى عمومِ الناسِ.وكذلك امانة واخلاص ليامن الناس على حياتهم و على مصالحهم المشروعة.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان ما يُعين المفتي على التمكُّن من الفهم: "ولا يتمكنُ المفتيَ ولا الحاكمُ من الفتوى والحُكمِ بالحقِّ إلا بنوعينِ من الفهم:
◊ أحدهما: فهمُ الواقع، والفقهُ فيه.-اي بتحقيق المناط- .
◊ والنوع الثاني: فهمُ الواجبِ في الواقع.-" اي اكتشاف وتحقيق حكمه في دين الله تعالى بعرضه على الادلة الشرعية المعتبرة" -.
وفي زمن يَعِزُّ فيه القوي الأمين، يصعب التفاضل بين الكفاءة والثقة، ومن الطبيعي أن يحاول كل من القوي بدون أمانة، والأمين بدون كفاءة التذرع بمقوماته وإبرازها لستر نقائصه وتواضع مؤهلاته الأخرى ، فتُفتح ابواب الخيانة!! وقد كان سيدنا عمر يقول دوما: -“إلى الله أشكو ضعف الأمين وخيانة القوي”. وكان رضي الله عنه يقول :- " إلى الله أشكو بلادة الأمين .
ويَقظة الخائن "....…!!
ان القوة المقترنة بالأمانة جعلت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قادر على ان يتنزه عن كل أشكال العاطفة والمحسوبية في اختيار المسؤولين وبَحَث عن القوة والأمانة حيث ما وُجدت. ولم يتردد في تعيين أبي مريم الحنفي قاضيا في البصرة مع أنه هو الذي قتل شقيقه الأكبر زيد بن الخطاب . أما الرسول صلى الله عليه واله وسلم فرفض بصرامة طلب تكليف أبي ذر الغفاري ذلك الصحابي الجليل الزاهد أحد السباقين للإسلام والذي كان لا يخشى في الله لومة لائم “ياأبا ذر إنك ضعيف وإنها لأمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة”. فالقوة والامانة مطلب النجاح .
اللهم الهمنا رشدنا والفهم الصحيح والاستقامة والسداد والوعي والاخلاص واجعلنا من اهل نصرة دينك ووالمخلصين لدعوته اللهم امين .... اللهم ونسالك النصر للمجاهدين والثبات للمرابطين والتمكين لعبادك المستضعفين ... اللهم امين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حدبث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير
القوة والامانة مطلب لنجاح اي فكرة او عمل
تكتسب الفكرة قوتها من امور عدة و أولها:- قدرتها على الاقناع، وثانيها:- قابليتها للتطبيق والتنفيذ... وثالثها:- ارتقائها بالانسان كانسان وملامستها لفطرته.. ورابعها:- قدرتها على حل كافة مشاكل الحياة.. وخامسها:- ان تكون مستندة الى عقيدة صحيحة ربانية المصدر ... وسادسها :- ان يحملها امناء مخلصون واعون على طبيعة فكرتهم!! و واعون على البيئة المحلية المحيطة بهم!! وواعون على طبيعة الموقف الدولي والعالمي!! .... وسابعها:- ان تحقق مصالح الناس وتحددها لهم تحديدا صحيحا !! بحيث تصبح تدور المصلحة مع الفكرة وما حددته وجودا وعدما، فترتبط مصالح الناس بالفكرة ارتباطا وثيقا وتقوم على اساسها.... اي ما يُعرف بتكييف الهوى مع الفكر وليس العكس !!...
وثامنها:- ان تلبي متطلبات حياة الناس واحتياجاتهم اليومية لاشباع جوعات غرائزهم واشباع حاجاتهم العضوية ....
هذه عناصر قوة الفكرة والتي تجعلها فكرة عملية قابلة للتطبيق والانتشار ان وجدت الامناء الاقوياء المخلصين الواعين، قال الله تعالى في سورة القصص: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]. و الأمانة والقوة من الصفات الحميدة التي تتصدر سلم القيم البشرية الفاضلة ومكارم الأخلاق في كل مكان وزمان وعند جميع الثقافات والأمم، وتشكلان أهم الركائز التي تُبنى عليها إنجازات وأمجاد الأمم الرائدة. بيد أن هاتين الخصلتين لا تنفعان وتعودان بالخير ولا تثقلان في الميزان إلا إذا كانتا مقترنتين ومتلازمتين في ترابط تام لا يفصل بينهما حاجز أو مانع ولا حتى حرف عطف “إن خير من استأجرت القوي الأمين” – الآية.
و قُدِّمتْ القوةُ على الأمانة؛ لأنها بيدِ القويِّ تكونُ متعديةً إلى غيره، بينما بيدِ الضعيفِ قد لا يستطيعُ تعديتَها إلى الآخرين. وكذلكَ هي المصالحُ العامةُ بحاجةٍ إلى قوةٍ ليستطيعَ صاحبُها تعديتَها إلى عمومِ الناسِ.وكذلك امانة واخلاص ليامن الناس على حياتهم و على مصالحهم المشروعة.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان ما يُعين المفتي على التمكُّن من الفهم: "ولا يتمكنُ المفتيَ ولا الحاكمُ من الفتوى والحُكمِ بالحقِّ إلا بنوعينِ من الفهم:
◊ أحدهما: فهمُ الواقع، والفقهُ فيه.-اي بتحقيق المناط- .
◊ والنوع الثاني: فهمُ الواجبِ في الواقع.-" اي اكتشاف وتحقيق حكمه في دين الله تعالى بعرضه على الادلة الشرعية المعتبرة" -.
وفي زمن يَعِزُّ فيه القوي الأمين، يصعب التفاضل بين الكفاءة والثقة، ومن الطبيعي أن يحاول كل من القوي بدون أمانة، والأمين بدون كفاءة التذرع بمقوماته وإبرازها لستر نقائصه وتواضع مؤهلاته الأخرى ، فتُفتح ابواب الخيانة!! وقد كان سيدنا عمر يقول دوما: -“إلى الله أشكو ضعف الأمين وخيانة القوي”. وكان رضي الله عنه يقول :- " إلى الله أشكو بلادة الأمين .
ويَقظة الخائن "....…!!
ان القوة المقترنة بالأمانة جعلت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قادر على ان يتنزه عن كل أشكال العاطفة والمحسوبية في اختيار المسؤولين وبَحَث عن القوة والأمانة حيث ما وُجدت. ولم يتردد في تعيين أبي مريم الحنفي قاضيا في البصرة مع أنه هو الذي قتل شقيقه الأكبر زيد بن الخطاب . أما الرسول صلى الله عليه واله وسلم فرفض بصرامة طلب تكليف أبي ذر الغفاري ذلك الصحابي الجليل الزاهد أحد السباقين للإسلام والذي كان لا يخشى في الله لومة لائم “ياأبا ذر إنك ضعيف وإنها لأمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة”. فالقوة والامانة مطلب النجاح .
اللهم الهمنا رشدنا والفهم الصحيح والاستقامة والسداد والوعي والاخلاص واجعلنا من اهل نصرة دينك ووالمخلصين لدعوته اللهم امين .... اللهم ونسالك النصر للمجاهدين والثبات للمرابطين والتمكين لعبادك المستضعفين ... اللهم امين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .