بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام علي رسول الله
ان دعوة الله عظيمة لانها تنسب للعظيم، وعظم الله تعالى من يحملها ويعمل بها فقال سبحانه :
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) 33 فصّلت
ومن خلال استقراء السيره النبويه المطهرة , نجد ان النبي صلي الله عليه وسلم قبل ان يوحي اليه او يؤمر بالدعوة الي الله تعالى، اعده الله تعالي واصطنعه ليؤهل لحمل دعوته, حتي لقب بالصادق الامين، وكان العرب يأتمنونه علي اموالهم وودائعهم قبل وبعد البعثه ,ومن هذا يتبين لنا انه لابد للداعي من اعداد وتربيه اخلاقية تجعل الناس تقتنع بصدق دعوته وتثق في خلقه ودينه . وقد روي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال:- كونوا دعاة إلى الله و أنتم صامتون
قيل: و كيف ذلك؟
قال :بأخلاقكم ..
يوسف عليه السلام اتي له الفتيان في السجن لسؤاله ,لماذا ؟ قالوا انا نراك من المحسنين , نراك , نراك , اي نرى عليك اخلاق وعلامات الصالحين المحسنين متمثلة في سلوكك وسمتك، وذلك ما جذبهم اليه ذلك لان الصفات الحقيقية التي انطبعت في النفس فاصبحت فيها طبعا، لها جاذبيه لدي الخلق ,و اذا انفصلت اخلاق الداعي عن تصرفاته وحركته بين الناس فقد الداعي مصداقيته بين الخلق.
فكثير من الدعاه ينالون قسطا من العلم بدون هذه التربيه المنشودة, فيخرجون علي الناس في الدروس والمحاضرات بثوب , وعند التعرض لمواقف حياتيه تجد سلوكياتهم بثوب اخر ,وهذا الامر يحدث انفصام في شخصيه الداعي ويفقد الداعي قبول دعوته لدي الخلق، ويفقده قبول عمله عند الحق، فمشكلة عظمى ان تنفصل نفسية حامل الدعوة عن عقليته، ولنا العبرة والقدوة في حبيبنا المصطفى سلام ربي عليه فلقد كانت سيرته وأخلاقه الكريمة ، تعكس واقع التزامه العقائدي ، فكان " خلقه القرآن " حسب قول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وهذا ما يؤكد مدى التطابق ما بين سيرته الحياتية وسلوكه مع مفاهيم الشريعة والاحكام القرانية التي حملها للبشرية.
والله اسأل لي ولكم الهدايه والرشاد على منهج الرسول والقبول والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2019-12-30, 1:39 pm عدل 1 مرات