جواب سؤال عن الاستئذان
هل يجب على الرجل ان يستأذن على محارمه من النساء كالام والعمة والخالة والاخت والبنت ؟
الجواب:- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الذي ارسل رسوله بالهدى والحق رحمة للعالمين وانزل عليه الكتاب تبيانا لكل شيء وبعد:
فان الاسلام نظم العلاقات بين ابناء المجتمع ونظم علاقات ومعاملات الاجتماع بين بني جنس البشر، حيث ان الطبع البشري في النفوس يالف جنسه ويالف مخالطته ومعاملته واجتماع البشر حاجة فطرية يحتاجونها في حياتهم ، ومما شرع الاسلام للبشر في حياتهم الاجتماعية احكام الاستئذان عند دخول البيوت..فقال الله تعالى :- {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون}27النور.
وقد سمي الاستئذان استئناساً؛ لأنه بالإذن يحصل الأنس والطمأنينة لأهل البيت بدليل أنه لو دخل عليهم بغير استئذان لاستوحشوا وضاقت صدورهم.
والاستئناس والاستئذان أمران متقاربان يجمعهما معنى الإخبار والإعلام، إخبار الزائر مزوره برغبته في زيارته، وانتظاره الإجابة على هذه الرغبة إما بالموافقة وإما بالاعتذار المبرر اللطيف. ولا بد من اعذار الناس ان لم يكن بوسعهم استقبالك في تلك الساعة، قال الله تعالى في الآية 28 من سورة النور: {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}. مما يحتم على المرء اختيار الوقت المناسب لزيارة الاخرين.
ومن بواعث الاستئناس بالزائر ان يخبر المزور عن نفسه واليوم خدمات الهواتف تريح الانسان وتقضي الغرض كان يتصل الزائر بالمزور ويتفق معه على موعد الزيارة ..وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يجيب الطارق بكلام أو وصف مبهم لا يعرف به، كأن يقول: (أنا). فقد روى الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا فقال: أنا، أنا كأنه كرهها".
ويحرم اقتحام البيوت على اهلها بل ومجرد النظر الى داخل البيت قبل اذن الدخول
والتلصص واستراق السمع والنظر من ثقب باب او فتحة او ما شابه ليس هذا من شيم أهل المروءات، فقد روى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أن رجلاً اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح" والسر في هذا كما جاء في حديث آخر رواه البخاري: "إنما جعل الاستئذان من أجل النظر".
فاذا كان هذا في حق الاجنبي او البعيد فايضا حتى الابناء والخدم من اهل البيت لا بد لهم من ترتيب وقت الدخول على اهليهم، فقد قال الله تعالى في الآية 58 من سورة النور: {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن}.و لا بد لأولاد الاسرة وخدمها من الاستئذان حين دخول حجرات النوم ونحوها في ثلاثة أوقات من كل يوم، تقتضي عادة الناس فيها التخفف من الملابس وربما انكشاف العورات، وهذه الأوقات الثلاثة هي: قبل صلاة الفجر، ووقت الظهيرة وسط النهار، ومن بعد صلاة العشاء. وإنما خص الصغار والخدم بالاستئذان في هذه الأوقات لشدة ملازمتهم للبيوت وكثرة دخولهم وخروجهم. هذا وكما شرع الإسلام الأحكام والآداب الآنفة الذكر لمن يريد زيارة بيوت الآخرين، فقد شرع أحكاماً أخرى خاصة بأهل البيوت أنفسهم، وحق بعضهم على بعض. ومن ذلك أن يستأذن الرجل في الدخول على محارمه كأمه وابنته وأخته، ولو كان هو صاحب الدار، وهن يقمن معه، وأسلوب الاستئذان هنا هو التنبيه بالصوت أو السعال أو التنحنح أو نحو ذلك مما يشعر بقدومه. روى الإمام مالك أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أستأذن على أمي؟ –أي إذا أردت الدخول عليها- قال: نعم قال: إني معها في البيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها. فقال الرجل: إني خادمها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا قال: فاستأذن عليها). فدل ذلك على وجوب الاستئذان على المحارم. ويندب للداخل ان يسلم على اهل بيته فقد روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك".والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يجب على الرجل ان يستأذن على محارمه من النساء كالام والعمة والخالة والاخت والبنت ؟
الجواب:- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الذي ارسل رسوله بالهدى والحق رحمة للعالمين وانزل عليه الكتاب تبيانا لكل شيء وبعد:
فان الاسلام نظم العلاقات بين ابناء المجتمع ونظم علاقات ومعاملات الاجتماع بين بني جنس البشر، حيث ان الطبع البشري في النفوس يالف جنسه ويالف مخالطته ومعاملته واجتماع البشر حاجة فطرية يحتاجونها في حياتهم ، ومما شرع الاسلام للبشر في حياتهم الاجتماعية احكام الاستئذان عند دخول البيوت..فقال الله تعالى :- {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون}27النور.
وقد سمي الاستئذان استئناساً؛ لأنه بالإذن يحصل الأنس والطمأنينة لأهل البيت بدليل أنه لو دخل عليهم بغير استئذان لاستوحشوا وضاقت صدورهم.
والاستئناس والاستئذان أمران متقاربان يجمعهما معنى الإخبار والإعلام، إخبار الزائر مزوره برغبته في زيارته، وانتظاره الإجابة على هذه الرغبة إما بالموافقة وإما بالاعتذار المبرر اللطيف. ولا بد من اعذار الناس ان لم يكن بوسعهم استقبالك في تلك الساعة، قال الله تعالى في الآية 28 من سورة النور: {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}. مما يحتم على المرء اختيار الوقت المناسب لزيارة الاخرين.
ومن بواعث الاستئناس بالزائر ان يخبر المزور عن نفسه واليوم خدمات الهواتف تريح الانسان وتقضي الغرض كان يتصل الزائر بالمزور ويتفق معه على موعد الزيارة ..وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يجيب الطارق بكلام أو وصف مبهم لا يعرف به، كأن يقول: (أنا). فقد روى الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا فقال: أنا، أنا كأنه كرهها".
ويحرم اقتحام البيوت على اهلها بل ومجرد النظر الى داخل البيت قبل اذن الدخول
والتلصص واستراق السمع والنظر من ثقب باب او فتحة او ما شابه ليس هذا من شيم أهل المروءات، فقد روى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أن رجلاً اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح" والسر في هذا كما جاء في حديث آخر رواه البخاري: "إنما جعل الاستئذان من أجل النظر".
فاذا كان هذا في حق الاجنبي او البعيد فايضا حتى الابناء والخدم من اهل البيت لا بد لهم من ترتيب وقت الدخول على اهليهم، فقد قال الله تعالى في الآية 58 من سورة النور: {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن}.و لا بد لأولاد الاسرة وخدمها من الاستئذان حين دخول حجرات النوم ونحوها في ثلاثة أوقات من كل يوم، تقتضي عادة الناس فيها التخفف من الملابس وربما انكشاف العورات، وهذه الأوقات الثلاثة هي: قبل صلاة الفجر، ووقت الظهيرة وسط النهار، ومن بعد صلاة العشاء. وإنما خص الصغار والخدم بالاستئذان في هذه الأوقات لشدة ملازمتهم للبيوت وكثرة دخولهم وخروجهم. هذا وكما شرع الإسلام الأحكام والآداب الآنفة الذكر لمن يريد زيارة بيوت الآخرين، فقد شرع أحكاماً أخرى خاصة بأهل البيوت أنفسهم، وحق بعضهم على بعض. ومن ذلك أن يستأذن الرجل في الدخول على محارمه كأمه وابنته وأخته، ولو كان هو صاحب الدار، وهن يقمن معه، وأسلوب الاستئذان هنا هو التنبيه بالصوت أو السعال أو التنحنح أو نحو ذلك مما يشعر بقدومه. روى الإمام مالك أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أستأذن على أمي؟ –أي إذا أردت الدخول عليها- قال: نعم قال: إني معها في البيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها. فقال الرجل: إني خادمها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا قال: فاستأذن عليها). فدل ذلك على وجوب الاستئذان على المحارم. ويندب للداخل ان يسلم على اهل بيته فقد روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك".والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.