Hitskin.com
اليوم في 11:39 am من طرف 
_____[بسم الله الرحمن الرحيم]_____
40- الحلقة الاربعون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
6- الوقفة السادسة مع الحج - اعمال الميقات
اخي الحاج الكريم ... اختي الحاجة الكريمة :-
السلام عليكم حيث حللتم وارتحلتم ونزلتم ورحمة الله وبركاته
اعلموا اخواني الاكارم ان الحج له ميقاتان ، 1- ميقات زماني لا يصح الا ان يقع فيه من ايام السنة لقوله تعالى :- (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197]...
2- ومواقيت مكانية لا يصح ان تؤدى الانساك الا بها ، فالوقوف لا يكون الا ضمن نطاق حدود عرفة، والمبيت بمزدلفة لا يكون الا ضمن حدود مزدلفة ، وكذلك الرجم لا يكون الا في الامكنة الثلاث المخصصة له ، وكذلك الطواف لا يكون الا حول الكعبة، والسعي لا يكون الا في المسعى بين الصفا والمروة ،وكذلك ذبح الهدي لا ينبغي ان يكون الا في مكة المكرمة زادها الله تشريفا وتعظيما ...وقد اشار القران الكريم الى تعدد المناسك واماكنها فقال سبحانه :- ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُۥ فِى ٱلْءَاخِرَةِ مِنْ خَلَٰقٍۢ(200)البقرة).. وقد فصلها النبي سلام الله عليه وقال : "خذوا عني مناسككم "، وتواترت اعمال الحج ومناسكه متناقلتها الاجيال عبر الزمن كما فعلها النبي -صلى الله عليه واله وسلم- وكما علمها واوصى بها امته ..
وكما ان الحج له ميقات زماني واخر مكاني فكذلك انت ايها الانسان، لك ميقات زمان محدد باجل محتوم في زمان غير معلوم لك، وميقات مكاني لا تحدده انت !!.. قال الله تعالى:- (...وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ(34 لقمان) .
فاذا وصلت ايها الحاج الى ميقاتك المكاني الذي لا ينبغي لك تجاوزه الا مهلا بالتوحيد والاحرام ، فانه يتوجب عليك خلع لباسك المخيط والمفصل لاعضاء الجسد ، و لبس لباس الاحرام المعهود و المكون من قطعتين من القماش يستحب ان يكونا ابيضينوهذا للرجال دون النساء حيث تهل المرأة بلباسها العادي الساتر لبدنها،ويستحب لك ان تغتسل وتتطيب في جسدك دون لباسك، وتصلي ركعتين ثم تهل بالاحرام وتنوي الحج، اما قارنا او مفردا او متمتعا ... وكلها جائزة مجزئة،ولنا معها وقفة وتفصيل فقهي ان شاء الله ..
فحين تنزل الميقات اخي الحاج واختي الحاجة الكرام، والذي هو اول منازل اعمال الحج ، فتذكر نزولك للقبر اول منازل الاخرة ، فانزل الميقات وقد عقدت العزم مع تجردك من ثياب جسدك، ان تتجرد من معاصي نفسك واهواءها،وتعزم على ادخالها في ابواب الطاعة بالتوبة النصوح الصادقة عن كل مخالفة او تقصير في جناب ربك ،فاغتسل من الذنوب والمعاصي قبل ان تغتسل من العرق والاوساخ في الجسد ، وتطيب بالطاعات والقربات قبل ان تتطيب بالعطور ، والبس نفسك لباس التقوى ولزوم الطاعة قبل لبس القماش على الجسد، فغط عيوبك وذنوبك بالاستغفار والتوبة كما تغطي عورتك باللباس والقماش...ثم توجه للقبلة وصل ركعتين بنية الدخول في الاحرام، فحرم على نفسك ما حرم الله تعالى من مأكل ومشرب ومعاملات وسلوك واخلاق وفكر جاهلي !! وانوِ الدخول في حلف الله تعالى وموالاته، ومفارقة حلف الشيطان ومعاداته!!..
ثم توجه بقلبك وفكرك خاشعا تائبا منيبا مخبتا وقل لبيك اللهم بالحج - للمفرد- او بعمرة متمتعا بها الى الحج- للمتمتع- او بحج وعمرة معا- للقارن - ...واشرع في التلبية بقولك: لبيك اللهم لبيك ،لبيك لا شريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ... فالتلبية اهلال بالتوحيد وشعاره المقتضي لتوحيد هذه الامة الواحدة كما اشرنا في حلقة سابقة ، وتجديد عهد وعقد ميثاق مع الله تعالى يقتضي ان لا يفتقدك حيث امرك ،ولا يجدك حيث نهاك ، واعتراف منك لله تعالى بانه المستحق للحمد ،وانه تعالى ولي النعم وهو المالك الحق للكون وما فيه .. فاحرص على هذا العهد والميثاق واياك ونكثه او خيانته ومخالفته ..
والان دخلت في الاحرام الذي يحرم عليك امور منها: لبس المخيط والمحيط ،والصيد والاشارة اليه للصياد، وقطع الاخضر الرطب من الحشائش والاعشاب والاشجار،ويحرم عليك قص الشعر و الاظافر، وكذلك تغطية الراس للرجل، ومس الطيب ، لتتعود على العيش في حمى الله تعالى فلا تقع فيه ، وألا ان حمى الله محارمه ... وكأنك في محمية طبيعية لها نظامها وتعليماتها و قوانينها الخاصة بها !!
نسأل الله تعالى ان يحرم جلودنا واياكم على النار وان يرزقنا دوما لباس تقواه ،وييسر لنا امور طاعته وعبادته كما شرع وكما يحب،ونساله النصر لامة الاسلام وجمع صفها وكلمتها في ظل راية الاسلام وان يعز بالنصر والتأييد والنصرة اهلنا في بيت المقدس وغزة اللهم امين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
40- الحلقة الاربعون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
6- الوقفة السادسة مع الحج - اعمال الميقات
اخي الحاج الكريم ... اختي الحاجة الكريمة :-
السلام عليكم حيث حللتم وارتحلتم ونزلتم ورحمة الله وبركاته
اعلموا اخواني الاكارم ان الحج له ميقاتان ، 1- ميقات زماني لا يصح الا ان يقع فيه من ايام السنة لقوله تعالى :- (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197]...
2- ومواقيت مكانية لا يصح ان تؤدى الانساك الا بها ، فالوقوف لا يكون الا ضمن نطاق حدود عرفة، والمبيت بمزدلفة لا يكون الا ضمن حدود مزدلفة ، وكذلك الرجم لا يكون الا في الامكنة الثلاث المخصصة له ، وكذلك الطواف لا يكون الا حول الكعبة، والسعي لا يكون الا في المسعى بين الصفا والمروة ،وكذلك ذبح الهدي لا ينبغي ان يكون الا في مكة المكرمة زادها الله تشريفا وتعظيما ...وقد اشار القران الكريم الى تعدد المناسك واماكنها فقال سبحانه :- ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُۥ فِى ٱلْءَاخِرَةِ مِنْ خَلَٰقٍۢ(200)البقرة).. وقد فصلها النبي سلام الله عليه وقال : "خذوا عني مناسككم "، وتواترت اعمال الحج ومناسكه متناقلتها الاجيال عبر الزمن كما فعلها النبي -صلى الله عليه واله وسلم- وكما علمها واوصى بها امته ..
وكما ان الحج له ميقات زماني واخر مكاني فكذلك انت ايها الانسان، لك ميقات زمان محدد باجل محتوم في زمان غير معلوم لك، وميقات مكاني لا تحدده انت !!.. قال الله تعالى:- (...وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ(34 لقمان) .
فاذا وصلت ايها الحاج الى ميقاتك المكاني الذي لا ينبغي لك تجاوزه الا مهلا بالتوحيد والاحرام ، فانه يتوجب عليك خلع لباسك المخيط والمفصل لاعضاء الجسد ، و لبس لباس الاحرام المعهود و المكون من قطعتين من القماش يستحب ان يكونا ابيضينوهذا للرجال دون النساء حيث تهل المرأة بلباسها العادي الساتر لبدنها،ويستحب لك ان تغتسل وتتطيب في جسدك دون لباسك، وتصلي ركعتين ثم تهل بالاحرام وتنوي الحج، اما قارنا او مفردا او متمتعا ... وكلها جائزة مجزئة،ولنا معها وقفة وتفصيل فقهي ان شاء الله ..
فحين تنزل الميقات اخي الحاج واختي الحاجة الكرام، والذي هو اول منازل اعمال الحج ، فتذكر نزولك للقبر اول منازل الاخرة ، فانزل الميقات وقد عقدت العزم مع تجردك من ثياب جسدك، ان تتجرد من معاصي نفسك واهواءها،وتعزم على ادخالها في ابواب الطاعة بالتوبة النصوح الصادقة عن كل مخالفة او تقصير في جناب ربك ،فاغتسل من الذنوب والمعاصي قبل ان تغتسل من العرق والاوساخ في الجسد ، وتطيب بالطاعات والقربات قبل ان تتطيب بالعطور ، والبس نفسك لباس التقوى ولزوم الطاعة قبل لبس القماش على الجسد، فغط عيوبك وذنوبك بالاستغفار والتوبة كما تغطي عورتك باللباس والقماش...ثم توجه للقبلة وصل ركعتين بنية الدخول في الاحرام، فحرم على نفسك ما حرم الله تعالى من مأكل ومشرب ومعاملات وسلوك واخلاق وفكر جاهلي !! وانوِ الدخول في حلف الله تعالى وموالاته، ومفارقة حلف الشيطان ومعاداته!!..
ثم توجه بقلبك وفكرك خاشعا تائبا منيبا مخبتا وقل لبيك اللهم بالحج - للمفرد- او بعمرة متمتعا بها الى الحج- للمتمتع- او بحج وعمرة معا- للقارن - ...واشرع في التلبية بقولك: لبيك اللهم لبيك ،لبيك لا شريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ... فالتلبية اهلال بالتوحيد وشعاره المقتضي لتوحيد هذه الامة الواحدة كما اشرنا في حلقة سابقة ، وتجديد عهد وعقد ميثاق مع الله تعالى يقتضي ان لا يفتقدك حيث امرك ،ولا يجدك حيث نهاك ، واعتراف منك لله تعالى بانه المستحق للحمد ،وانه تعالى ولي النعم وهو المالك الحق للكون وما فيه .. فاحرص على هذا العهد والميثاق واياك ونكثه او خيانته ومخالفته ..
والان دخلت في الاحرام الذي يحرم عليك امور منها: لبس المخيط والمحيط ،والصيد والاشارة اليه للصياد، وقطع الاخضر الرطب من الحشائش والاعشاب والاشجار،ويحرم عليك قص الشعر و الاظافر، وكذلك تغطية الراس للرجل، ومس الطيب ، لتتعود على العيش في حمى الله تعالى فلا تقع فيه ، وألا ان حمى الله محارمه ... وكأنك في محمية طبيعية لها نظامها وتعليماتها و قوانينها الخاصة بها !!
نسأل الله تعالى ان يحرم جلودنا واياكم على النار وان يرزقنا دوما لباس تقواه ،وييسر لنا امور طاعته وعبادته كما شرع وكما يحب،ونساله النصر لامة الاسلام وجمع صفها وكلمتها في ظل راية الاسلام وان يعز بالنصر والتأييد والنصرة اهلنا في بيت المقدس وغزة اللهم امين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-05-15, 11:13 pm عدل 1 مرات
