مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 710 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 710 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
معتصم - 12434
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 
العرين - 1193
مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_rcapمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_voting_barمفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة... I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مفهوم القدرية الغيبية واثرها على حياة الناس والامة...

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

محمد بن يوسف الزيادي



مفهوم القدرية الغيبية وتأثيرها على الامة وحياة الناس
قبل ان نبين مفهوم القدرية الغيبية وحكمها لا بد ان نقف مع مفهوم كل من القضاء ومفهوم القدر الذي هو من اركان الايمان.
القضاء :-
القضاء هو الأفعال التي تقع من الإنسان أوعليه جبراً ورغما عنه. كولادته لابويه دون اختياره لهما وموته ولونه وطوله ......فهذه امور وقعت عليه ولم يكن لها مختارا ولايملك تجاهها ارادة بل تمت بارادة ربه...وكذا الاعمال التي تقع منه رغما عنه ودون ارادة منه كان يسقط من مرتفع على غيره فيقتله او يسدد بندقيته على طائر فوق شجرة فيفاجأ بانه اصاب شخصا مختبئا في الشجرة فوق اغصانها فاصابه...فهذه اعمال وقعت من الانسان بلا قصد منه ولا ارادة ولا تخطيط لها بل وقعت منه جبرا عنه فهي من امور القضاء التي لايتحمل عليها اثما عند ربه ولا وزرا.
اما القدر:-
فهو الخواص التي اودعها الله في الاشياء وفي الانسان ، والتي يحصل بها انتاج الشيء، فهي سنن ونواميس يستفيد منها الفاعل لاحداث الفعل.كالإحراق المقدَّر في النار، والقطع المقدَّر في السكين، والغرائز والحاجات العضوية في الانسان ، وهذه كلها لا تستطيع القيام بالعمل إلاّ بفعل فاعل. فإذا باشر بها الإنسان عملاً باختياره وارادته، كان هو فاعل الفعل لا القدر الموجود في الشيء. فلو قام إنسان بإحراق سيارة او زرع او بيت بالنار، كان هو فاعل الإحراق لا النار التي تحرق بالخاصية المقدَّرة بها، فيحاسَب الإنسان على فعله الإحراق، لأنه هو الذي باشر بالقدر عملاً معيناً باختياره. فالقدر لا يفعل شيئاً بدون فعل فاعل.
والقدر بمعنى وضع الله الخواص في الاشياء انما هو ليستغله الانسان في مسيرته نحو الكمال
فالاشياء قدر فيها خيرها وشرها كما الهم النفوس فجورها وتقواها...فالنار فيها خاصية الاحراق وخاصية التسخين وخاصية الانضاج للطعام..والماء قدر فيه الارواء والاغراق وكذا الحديد فيه باس شديد فبه تقطع الرقاب وبه تقص الجبال وبه تحرث الارض....وانت بارادتك من تختار الانتفاع بالاقدار او الاضرار بها للاخرين ....والقضاء والقدر لا دخل لهما في أفعال الإنسان التي يقوم بها باختيار منه. فكلاهما إذن لا دخل له بأفعال العباد الاختيارية، ولا دخل لهما أيضاً في نظام الوجود من حيث السيطرة عليه، وإنّما هما من نظام الوجود الذي يسير وفق النواميس التي خلقها الله تعالى للكون والإنسان والحياة.
وعلى ذلك فالإنسان قادر أن يؤثر في السعي لكسب العيش وفي طريقة العيش، وقادر على تقويم اعوجاج الحاكم الظالم أو خلعه، وقادر على التأثير في كل ما هو داخل في أفعاله الاختيارية.
اما القدرية الغيبية .....
فهي الاستسلام للقدرالموهوم في اذهان العجزة، وإرجاع كل شيء في الحياة إلى تصرفات المقادير المغيَّبة عن الإنسان، وأنه ليس لعمل الإنسان في الحياة أي أثر، وإنّما هو مسيَّر وليس بمخيَّر، وهو كالريشة في الفضاء تحركها الرياح حيث تشاء.
وقد نشأت هذه الفكرة، واتُخذت عقيدة في عهد بني امية على الارجح عهد الانقلاب على الخلافة الراشدة بنموذج الملك العضوض الغاصب لسلطان الامة ليبرر لها قعودها وتقاعسها عن المطالبة بحقها وان السلطان لها تمنحه من تشاء، وعاود الظهور لابسا ثوب الفلسفة أواخر عهد العباسيين، واستمرت سطوته وشقوته حتى الآن.
واسمع لقول ربك كيف يقص عليك من انباء عقائد الشرك واهل الشرور وكيف برروا اعمالهم القبيحة بالقدر وارادة الله ومشيئته تعالى : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ( 148 الانعام)).وكان الشرك الذي اشركوه هو مشيئة الله وبفعله تم لهم قاتلهم الله كيف يخرصون كذبا على الله تعالى.
واسمع لوقاحة حجتهم في تبريرهم عبادتهم للاوثان والاصنام وطاعة الاوهام واتباع اهل الضلالة ما ذا يقولون : :{ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } الزخرف20 .ولا ريب أن مشيئة الله تعالى حقٌّ أراد المحتجّون بها هنا باطلاً
فكيف لهم أن يعلموا أن الله قد قدّر لهم سلوك طريق الخير أو الشّرِّ ؟
قال ابن كثير : قال مجاهد في قوله:{ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ } أي : ما يعلمون قدرة الله على ذلك .أ.هـ.
ان العرب قديمًا كانت تعيش تَضارُبًا في فَهْم القَدَر، فما إن يروا طائرًا إلا تطيروا به. تَوارَثها الأبناء عن الآباء، لهم في ذلك دعاوى باطلة: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23].
وضرب لنا صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أروعَ النماذج في هذا الباب، وحقَّقوا في ذلك أعلى الرُّتب، مُحقِّقين في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((وأن تؤمن بالقَدَر خيره وشره)).
ان مسالة القدرية الغيبية لم تُعرف في عهد الصحابة، ولا دارت بخَلَد أحد منهم، ولو كانت موجودة عند المسلمين لَما فتحوا الفتوحات، ولا تحمّلوا المشقات، ولم يتركوا القدر يفعل ما يشاء، بل قالوا "ما قُدّر يكون سواء عملت له أو لم تعمل. وهاك المثال الحي من امير المؤمنين عمر و ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بسَرْغ لَقِيه أهلُ الأجناد (أبو عبيدة بن الجرَّاح وأصحابه)، فأخبروه أن الوباءَ قد وقَع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادعُ لي المهاجرين الأوَّلين فدعوتُهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا؛ فقال بعضهم: قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن تَرجع عنه، وقال بعضهم: معك بقيَّة الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تُقدِمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعُ لي الأنصار، فدعوتهم له، فاستشارهم فسلكوا سبيلَ المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: عني، ثم قال: ادع إليَّ مَن كان ها هنا من مشيخة قريش من مُهاجِرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُقدِمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصْبِحٌ على ظَهْر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرار من قَدَر الله، فقال عمر: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة - وكان عمر يكره خلافه - نعم، نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كانت لك إبل فهبطت واديًا له عُدْوتان، إحداهما: خِصْبة، والأخرى: جَدْبة، أليس إن رعيتَ الخِصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله"، قال: فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان متغيِّبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا عِلْمًا، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتُم به بأرض، فلا تَقدَموا عليه، وإذا وقَع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه، قال: فحمد اللهَ عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف".
قال بعض العلماء : ولو كان القدر حُجّة لفاعل الفواحش والمظالم لم يحسن أن يلوم أحد أحداً ، ولا يعاقب أحد أحداً ، فكان للإنسان أن يفعل في دم غيره وماله وعرضه وأهله ما يشتهيه من المظالم والقبائح ويحتج بأن ذلك مقدر عليه.أ.هـ.
نعم اننا لا شك نعيش باقدار الله ونفر منها وبها اليها ولعل هذا معنى دعائنا اللهم لامفر منك الا اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

مفهوم القدرية الغيبية وتأثيرها على الامة وحياة الناس
قبل ان نبين مفهوم القدرية الغيبية وحكمها لا بد ان نقف مع مفهوم كل من القضاء ومفهوم القدر الذي هو من اركان الايمان.
القضاء :-
القضاء هو الأفعال التي تقع من الإنسان أوعليه جبراً ورغما عنه. كولادته لابويه دون اختياره لهما وموته ولونه وطوله ......فهذه امور وقعت عليه ولم يكن لها مختارا ولايملك تجاهها ارادة بل تمت بارادة ربه...وكذا الاعمال التي تقع منه رغما عنه ودون ارادة منه كان يسقط من مرتفع على غيره فيقتله او يسدد بندقيته على طائر فوق شجرة فيفاجأ بانه اصاب شخصا مختبئا في الشجرة فوق اغصانها فاصابه...فهذه اعمال وقعت من الانسان بلا قصد منه ولا ارادة ولا تخطيط لها بل وقعت منه جبرا عنه فهي من امور القضاء التي لايتحمل عليها اثما عند ربه ولا وزرا.
اما القدر:-
فهو الخواص التي اودعها الله في الاشياء وفي الانسان ، والتي يحصل بها انتاج الشيء، فهي سنن ونواميس يستفيد منها الفاعل لاحداث الفعل.كالإحراق المقدَّر في النار، والقطع المقدَّر في السكين، والغرائز والحاجات العضوية في الانسان ، وهذه كلها لا تستطيع القيام بالعمل إلاّ بفعل فاعل. فإذا باشر بها الإنسان عملاً باختياره وارادته، كان هو فاعل الفعل لا القدر الموجود في الشيء. فلو قام إنسان بإحراق سيارة او زرع او بيت بالنار، كان هو فاعل الإحراق لا النار التي تحرق بالخاصية المقدَّرة بها، فيحاسَب الإنسان على فعله الإحراق، لأنه هو الذي باشر بالقدر عملاً معيناً باختياره. فالقدر لا يفعل شيئاً بدون فعل فاعل.
والقدر بمعنى وضع الله الخواص في الاشياء انما هو ليستغله الانسان في مسيرته نحو الكمال
فالاشياء قدر فيها خيرها وشرها كما الهم النفوس فجورها وتقواها...فالنار فيها خاصية الاحراق وخاصية التسخين وخاصية الانضاج للطعام..والماء قدر فيه الارواء والاغراق وكذا الحديد فيه باس شديد فبه تقطع الرقاب وبه تقص الجبال وبه تحرث الارض....وانت بارادتك من تختار الانتفاع بالاقدار او الاضرار بها للاخرين ....والقضاء والقدر لا دخل لهما في أفعال الإنسان التي يقوم بها باختيار منه. فكلاهما إذن لا دخل له بأفعال العباد الاختيارية، ولا دخل لهما أيضاً في نظام الوجود من حيث السيطرة عليه، وإنّما هما من نظام الوجود الذي يسير وفق النواميس التي خلقها الله تعالى للكون والإنسان والحياة.
وعلى ذلك فالإنسان قادر أن يؤثر في السعي لكسب العيش وفي طريقة العيش، وقادر على تقويم اعوجاج الحاكم الظالم أو خلعه، وقادر على التأثير في كل ما هو داخل في أفعاله الاختيارية.
اما القدرية الغيبية .....
فهي الاستسلام للقدرالموهوم في اذهان العجزة، وإرجاع كل شيء في الحياة إلى تصرفات المقادير المغيَّبة عن الإنسان، وأنه ليس لعمل الإنسان في الحياة أي أثر، وإنّما هو مسيَّر وليس بمخيَّر، وهو كالريشة في الفضاء تحركها الرياح حيث تشاء.
وقد نشأت هذه الفكرة، واتُخذت عقيدة في عهد بني امية على الارجح عهد الانقلاب على الخلافة الراشدة بنموذج الملك العضوض الغاصب لسلطان الامة ليبرر لها قعودها وتقاعسها عن المطالبة بحقها وان السلطان لها تمنحه من تشاء، وعاود الظهور لابسا ثوب الفلسفة أواخر عهد العباسيين، واستمرت سطوته وشقوته حتى الآن.
واسمع لقول ربك كيف يقص عليك من انباء عقائد الشرك واهل الشرور وكيف برروا اعمالهم القبيحة بالقدر وارادة الله ومشيئته تعالى : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ( 148 الانعام)).وكان الشرك الذي اشركوه هو مشيئة الله وبفعله تم لهم قاتلهم الله كيف يخرصون كذبا على الله تعالى.
واسمع لوقاحة حجتهم في تبريرهم عبادتهم للاوثان والاصنام وطاعة الاوهام واتباع اهل الضلالة ما ذا يقولون : :{ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } الزخرف20 .ولا ريب أن مشيئة الله تعالى حقٌّ أراد المحتجّون بها هنا باطلاً
فكيف لهم أن يعلموا أن الله قد قدّر لهم سلوك طريق الخير أو الشّرِّ ؟
قال ابن كثير : قال مجاهد في قوله:{ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ } أي : ما يعلمون قدرة الله على ذلك .أ.هـ.
ان العرب قديمًا كانت تعيش تَضارُبًا في فَهْم القَدَر، فما إن يروا طائرًا إلا تطيروا به. تَوارَثها الأبناء عن الآباء، لهم في ذلك دعاوى باطلة: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23].
وضرب لنا صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أروعَ النماذج في هذا الباب، وحقَّقوا في ذلك أعلى الرُّتب، مُحقِّقين في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((وأن تؤمن بالقَدَر خيره وشره)).
ان مسالة القدرية الغيبية لم تُعرف في عهد الصحابة، ولا دارت بخَلَد أحد منهم، ولو كانت موجودة عند المسلمين لَما فتحوا الفتوحات، ولا تحمّلوا المشقات، ولم يتركوا القدر يفعل ما يشاء، بل قالوا "ما قُدّر يكون سواء عملت له أو لم تعمل. وهاك المثال الحي من امير المؤمنين عمر و ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بسَرْغ لَقِيه أهلُ الأجناد (أبو عبيدة بن الجرَّاح وأصحابه)، فأخبروه أن الوباءَ قد وقَع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادعُ لي المهاجرين الأوَّلين فدعوتُهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا؛ فقال بعضهم: قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن تَرجع عنه، وقال بعضهم: معك بقيَّة الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تُقدِمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعُ لي الأنصار، فدعوتهم له، فاستشارهم فسلكوا سبيلَ المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: عني، ثم قال: ادع إليَّ مَن كان ها هنا من مشيخة قريش من مُهاجِرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُقدِمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصْبِحٌ على ظَهْر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرار من قَدَر الله، فقال عمر: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة - وكان عمر يكره خلافه - نعم، نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كانت لك إبل فهبطت واديًا له عُدْوتان، إحداهما: خِصْبة، والأخرى: جَدْبة، أليس إن رعيتَ الخِصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله"، قال: فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان متغيِّبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا عِلْمًا، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتُم به بأرض، فلا تَقدَموا عليه، وإذا وقَع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه، قال: فحمد اللهَ عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف".
قال بعض العلماء : ولو كان القدر حُجّة لفاعل الفواحش والمظالم لم يحسن أن يلوم أحد أحداً ، ولا يعاقب أحد أحداً ، فكان للإنسان أن يفعل في دم غيره وماله وعرضه وأهله ما يشتهيه من المظالم والقبائح ويحتج بأن ذلك مقدر عليه.أ.هـ.
نعم اننا لا شك نعيش باقدار الله ونفر منها وبها اليها ولعل هذا معنى دعائنا اللهم لامفر منك الا اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

محمد بن يوسف الزيادي





مفهوم القدرية الغيبية وتأثيرها على الامة وحياة الناس
قبل ان نبين مفهوم القدرية الغيبية وحكمها لا بد ان نقف مع مفهوم كل من القضاء ومفهوم القدر الذي هو من اركان الايمان.
القضاء :-
القضاء هو الأفعال التي تقع من الإنسان أوعليه جبراً ورغما عنه. كولادته لابويه دون اختياره لهما وموته ولونه وطوله ......فهذه امور وقعت عليه ولم يكن لها مختارا ولايملك تجاهها ارادة بل تمت بارادة ربه...وكذا الاعمال التي تقع منه رغما عنه ودون ارادة منه كان يسقط من مرتفع على غيره فيقتله او يسدد بندقيته على طائر فوق شجرة فيفاجأ بانه اصاب شخصا مختبئا في الشجرة فوق اغصانها فاصابه...فهذه اعمال وقعت من الانسان بلا قصد منه ولا ارادة ولا تخطيط لها بل وقعت منه جبرا عنه فهي من امور القضاء التي لايتحمل عليها اثما عند ربه ولا وزرا.
اما القدر:-
فهو الخواص التي اودعها الله في الاشياء وفي الانسان ، والتي يحصل بها انتاج الشيء، فهي سنن ونواميس يستفيد منها الفاعل لاحداث الفعل.كالإحراق المقدَّر في النار، والقطع المقدَّر في السكين، والغرائز والحاجات العضوية في الانسان ، وهذه كلها لا تستطيع القيام بالعمل إلاّ بفعل فاعل. فإذا باشر بها الإنسان عملاً باختياره وارادته، كان هو فاعل الفعل لا القدر الموجود في الشيء. فلو قام إنسان بإحراق سيارة او زرع او بيت بالنار، كان هو فاعل الإحراق لا النار التي تحرق بالخاصية المقدَّرة بها، فيحاسَب الإنسان على فعله الإحراق، لأنه هو الذي باشر بالقدر عملاً معيناً باختياره. فالقدر لا يفعل شيئاً بدون فعل فاعل.
والقدر بمعنى وضع الله الخواص في الاشياء انما هو ليستغله الانسان في مسيرته نحو الكمال
فالاشياء قدر فيها خيرها وشرها كما الهم النفوس فجورها وتقواها...فالنار فيها خاصية الاحراق وخاصية التسخين وخاصية الانضاج للطعام..والماء قدر فيه الارواء والاغراق وكذا الحديد فيه باس شديد فبه تقطع الرقاب وبه تقص الجبال وبه تحرث الارض....وانت بارادتك من تختار الانتفاع بالاقدار او الاضرار بها للاخرين ....والقضاء والقدر لا دخل لهما في أفعال الإنسان التي يقوم بها باختيار منه. فكلاهما إذن لا دخل له بأفعال العباد الاختيارية، ولا دخل لهما أيضاً في نظام الوجود من حيث السيطرة عليه، وإنّما هما من نظام الوجود الذي يسير وفق النواميس التي خلقها الله تعالى للكون والإنسان والحياة.
وعلى ذلك فالإنسان قادر أن يؤثر في السعي لكسب العيش وفي طريقة العيش، وقادر على تقويم اعوجاج الحاكم الظالم أو خلعه، وقادر على التأثير في كل ما هو داخل في أفعاله الاختيارية.
اما القدرية الغيبية .....
فهي الاستسلام للقدرالموهوم في اذهان العجزة، وإرجاع كل شيء في الحياة إلى تصرفات المقادير المغيَّبة عن الإنسان، وأنه ليس لعمل الإنسان في الحياة أي أثر، وإنّما هو مسيَّر وليس بمخيَّر، وهو كالريشة في الفضاء تحركها الرياح حيث تشاء.
وقد نشأت هذه الفكرة، واتُخذت عقيدة في عهد بني امية على الارجح عهد الانقلاب على الخلافة الراشدة بنموذج الملك العضوض الغاصب لسلطان الامة ليبرر لها قعودها وتقاعسها عن المطالبة بحقها وان السلطان لها تمنحه من تشاء، وعاود الظهور لابسا ثوب الفلسفة أواخر عهد العباسيين، واستمرت سطوته وشقوته حتى الآن.
واسمع لقول ربك كيف يقص عليك من انباء عقائد الشرك واهل الشرور وكيف برروا اعمالهم القبيحة بالقدر وارادة الله ومشيئته تعالى : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ( 148 الانعام)).وكان الشرك الذي اشركوه هو مشيئة الله وبفعله تم لهم قاتلهم الله كيف يخرصون كذبا على الله تعالى.
واسمع لوقاحة حجتهم في تبريرهم عبادتهم للاوثان والاصنام وطاعة الاوهام واتباع اهل الضلالة ما ذا يقولون : :{ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } الزخرف20 .ولا ريب أن مشيئة الله تعالى حقٌّ أراد المحتجّون بها هنا باطلاً
فكيف لهم أن يعلموا أن الله قد قدّر لهم سلوك طريق الخير أو الشّرِّ ؟
قال ابن كثير : قال مجاهد في قوله:{ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ } أي : ما يعلمون قدرة الله على ذلك .أ.هـ.
ان العرب قديمًا كانت تعيش تَضارُبًا في فَهْم القَدَر، فما إن يروا طائرًا إلا تطيروا به. تَوارَثها الأبناء عن الآباء، لهم في ذلك دعاوى باطلة: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23].
وضرب لنا صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أروعَ النماذج في هذا الباب، وحقَّقوا في ذلك أعلى الرُّتب، مُحقِّقين في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((وأن تؤمن بالقَدَر خيره وشره)).
ان مسالة القدرية الغيبية لم تُعرف في عهد الصحابة، ولا دارت بخَلَد أحد منهم، ولو كانت موجودة عند المسلمين لَما فتحوا الفتوحات، ولا تحمّلوا المشقات، ولم يتركوا القدر يفعل ما يشاء، بل قالوا "ما قُدّر يكون سواء عملت له أو لم تعمل. وهاك المثال الحي من امير المؤمنين عمر و ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بسَرْغ لَقِيه أهلُ الأجناد (أبو عبيدة بن الجرَّاح وأصحابه)، فأخبروه أن الوباءَ قد وقَع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادعُ لي المهاجرين الأوَّلين فدعوتُهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا؛ فقال بعضهم: قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن تَرجع عنه، وقال بعضهم: معك بقيَّة الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تُقدِمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعُ لي الأنصار، فدعوتهم له، فاستشارهم فسلكوا سبيلَ المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: عني، ثم قال: ادع إليَّ مَن كان ها هنا من مشيخة قريش من مُهاجِرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُقدِمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصْبِحٌ على ظَهْر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرار من قَدَر الله، فقال عمر: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة - وكان عمر يكره خلافه - نعم، نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كانت لك إبل فهبطت واديًا له عُدْوتان، إحداهما: خِصْبة، والأخرى: جَدْبة، أليس إن رعيتَ الخِصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله"، قال: فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان متغيِّبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا عِلْمًا، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتُم به بأرض، فلا تَقدَموا عليه، وإذا وقَع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه، قال: فحمد اللهَ عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف".
قال بعض العلماء : ولو كان القدر حُجّة لفاعل الفواحش والمظالم لم يحسن أن يلوم أحد أحداً ، ولا يعاقب أحد أحداً ، فكان للإنسان أن يفعل في دم غيره وماله وعرضه وأهله ما يشتهيه من المظالم والقبائح ويحتج بأن ذلك مقدر عليه.أ.هـ.
نعم اننا لا شك نعيش باقدار الله ونفر منها وبها اليها ولعل هذا معنى دعائنا اللهم لامفر منك الا اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد بن يوسف الزيادي



القدرية الغيبية

محمد بن يوسف الزيادي



مفهوم القدرية الغيبية وتأثيرها على الامة وحياة الناس
قبل ان نبين مفهوم القدرية الغيبية وحكمها لا بد ان نقف مع مفهوم كل من القضاء ومفهوم القدر الذي هو من اركان الايمان.
القضاء :-
القضاء هو الأفعال التي تقع من الإنسان أوعليه جبراً ورغما عنه. كولادته لابويه دون اختياره لهما وموته ولونه وطوله ......فهذه امور وقعت عليه ولم يكن لها مختارا ولايملك تجاهها ارادة بل تمت بارادة ربه...وكذا الاعمال التي تقع منه رغما عنه ودون ارادة منه كان يسقط من مرتفع على غيره فيقتله او يسدد بندقيته على طائر فوق شجرة فيفاجأ بانه اصاب شخصا مختبئا في الشجرة فوق اغصانها فاصابه...فهذه اعمال وقعت من الانسان بلا قصد منه ولا ارادة ولا تخطيط لها بل وقعت منه جبرا عنه فهي من امور القضاء التي لايتحمل عليها اثما عند ربه ولا وزرا.
اما القدر:-
فهو الخواص التي اودعها الله في الاشياء وفي الانسان ، والتي يحصل بها انتاج الشيء، فهي سنن ونواميس يستفيد منها الفاعل لاحداث الفعل.كالإحراق المقدَّر في النار، والقطع المقدَّر في السكين، والغرائز والحاجات العضوية في الانسان ، وهذه كلها لا تستطيع القيام بالعمل إلاّ بفعل فاعل. فإذا باشر بها الإنسان عملاً باختياره وارادته، كان هو فاعل الفعل لا القدر الموجود في الشيء. فلو قام إنسان بإحراق سيارة او زرع او بيت بالنار، كان هو فاعل الإحراق لا النار التي تحرق بالخاصية المقدَّرة بها، فيحاسَب الإنسان على فعله الإحراق، لأنه هو الذي باشر بالقدر عملاً معيناً باختياره. فالقدر لا يفعل شيئاً بدون فعل فاعل.
والقدر بمعنى وضع الله الخواص في الاشياء انما هو ليستغله الانسان في مسيرته نحو الكمال
فالاشياء قدر فيها خيرها وشرها كما الهم النفوس فجورها وتقواها...فالنار فيها خاصية الاحراق وخاصية التسخين وخاصية الانضاج للطعام..والماء قدر فيه الارواء والاغراق وكذا الحديد فيه باس شديد فبه تقطع الرقاب وبه تقص الجبال وبه تحرث الارض....وانت بارادتك من تختار الانتفاع بالاقدار او الاضرار بها للاخرين ....والقضاء والقدر لا دخل لهما في أفعال الإنسان التي يقوم بها باختيار منه. فكلاهما إذن لا دخل له بأفعال العباد الاختيارية، ولا دخل لهما أيضاً في نظام الوجود من حيث السيطرة عليه، وإنّما هما من نظام الوجود الذي يسير وفق النواميس التي خلقها الله تعالى للكون والإنسان والحياة.
وعلى ذلك فالإنسان قادر أن يؤثر في السعي لكسب العيش وفي طريقة العيش، وقادر على تقويم اعوجاج الحاكم الظالم أو خلعه، وقادر على التأثير في كل ما هو داخل في أفعاله الاختيارية.
اما القدرية الغيبية .....
فهي الاستسلام للقدرالموهوم في اذهان العجزة، وإرجاع كل شيء في الحياة إلى تصرفات المقادير المغيَّبة عن الإنسان، وأنه ليس لعمل الإنسان في الحياة أي أثر، وإنّما هو مسيَّر وليس بمخيَّر، وهو كالريشة في الفضاء تحركها الرياح حيث تشاء.
وقد نشأت هذه الفكرة، واتُخذت عقيدة في عهد بني امية على الارجح عهد الانقلاب على الخلافة الراشدة بنموذج الملك العضوض الغاصب لسلطان الامة ليبرر لها قعودها وتقاعسها عن المطالبة بحقها وان السلطان لها تمنحه من تشاء، وعاود الظهور لابسا ثوب الفلسفة أواخر عهد العباسيين، واستمرت سطوته وشقوته حتى الآن.
واسمع لقول ربك كيف يقص عليك من انباء عقائد الشرك واهل الشرور وكيف برروا اعمالهم القبيحة بالقدر وارادة الله ومشيئته تعالى : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ( 148 الانعام)).وكان الشرك الذي اشركوه هو مشيئة الله وبفعله تم لهم قاتلهم الله كيف يخرصون كذبا على الله تعالى.
واسمع لوقاحة حجتهم في تبريرهم عبادتهم للاوثان والاصنام وطاعة الاوهام واتباع اهل الضلالة ما ذا يقولون : :{ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } الزخرف20 .ولا ريب أن مشيئة الله تعالى حقٌّ أراد المحتجّون بها هنا باطلاً
فكيف لهم أن يعلموا أن الله قد قدّر لهم سلوك طريق الخير أو الشّرِّ ؟
قال ابن كثير : قال مجاهد في قوله:{ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ } أي : ما يعلمون قدرة الله على ذلك .أ.هـ.
ان العرب قديمًا كانت تعيش تَضارُبًا في فَهْم القَدَر، فما إن يروا طائرًا إلا تطيروا به. تَوارَثها الأبناء عن الآباء، لهم في ذلك دعاوى باطلة: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23].
وضرب لنا صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أروعَ النماذج في هذا الباب، وحقَّقوا في ذلك أعلى الرُّتب، مُحقِّقين في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((وأن تؤمن بالقَدَر خيره وشره)).
ان مسالة القدرية الغيبية لم تُعرف في عهد الصحابة، ولا دارت بخَلَد أحد منهم، ولو كانت موجودة عند المسلمين لَما فتحوا الفتوحات، ولا تحمّلوا المشقات، ولم يتركوا القدر يفعل ما يشاء، بل قالوا "ما قُدّر يكون سواء عملت له أو لم تعمل. وهاك المثال الحي من امير المؤمنين عمر و ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بسَرْغ لَقِيه أهلُ الأجناد (أبو عبيدة بن الجرَّاح وأصحابه)، فأخبروه أن الوباءَ قد وقَع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادعُ لي المهاجرين الأوَّلين فدعوتُهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا؛ فقال بعضهم: قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن تَرجع عنه، وقال بعضهم: معك بقيَّة الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تُقدِمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعُ لي الأنصار، فدعوتهم له، فاستشارهم فسلكوا سبيلَ المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: عني، ثم قال: ادع إليَّ مَن كان ها هنا من مشيخة قريش من مُهاجِرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُقدِمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصْبِحٌ على ظَهْر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرار من قَدَر الله، فقال عمر: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة - وكان عمر يكره خلافه - نعم، نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كانت لك إبل فهبطت واديًا له عُدْوتان، إحداهما: خِصْبة، والأخرى: جَدْبة، أليس إن رعيتَ الخِصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله"، قال: فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان متغيِّبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا عِلْمًا، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتُم به بأرض، فلا تَقدَموا عليه، وإذا وقَع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه، قال: فحمد اللهَ عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف".
قال بعض العلماء : ولو كان القدر حُجّة لفاعل الفواحش والمظالم لم يحسن أن يلوم أحد أحداً ، ولا يعاقب أحد أحداً ، فكان للإنسان أن يفعل في دم غيره وماله وعرضه وأهله ما يشتهيه من المظالم والقبائح ويحتج بأن ذلك مقدر عليه.أ.هـ.
نعم اننا لا شك نعيش باقدار الله ونفر منها وبها اليها ولعل هذا معنى دعائنا اللهم لامفر منك الا اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى