فارق التوقيت 2 صفاء علي
في تلك الغرفة التي اعتدت ظلامها حتى اني اسير بدون ان افكر بمد يدي لإنارة الغرفة ..
لم احاول فتح شباك للشمس لم يعد للنور معنى فاقصى ما ينيره اشياء مادية عمياء واثبتت عجزها عن انارة الظلال التي تموج في راسي .
كانت لدي رغبة غريبة تدفعني لتلبية نداء امومتي واعود الي عالمهم وقوة تكبح كل علاقة مع هذا البعد الذي ما زلت اتنفسه مجبرة ..
لم استغرق كثيرا في الدموع بل كنت كصحراء جافة .. كان بكائي اشبه بعواء ذئب جريح ..
لا اعلم كيف ولا لماذا قررت فتح الباب وتلبية نداء الامومة تلكم الساعة والتي لا اعرف هل هي ليل او نهار ، ليس لدي اجابة كانت لحظة مجنونة اخرى حملتني الي غرفة طفلي الذي لم يتعرف الي بعد ...
وقفت أتأمل تلك الملامح المرسومة
الانف وقبلة بعوضة على خده تغذت بدمه النقي القادم من الجنة ..
الفم الصغير .. كنقطة ختام
وحاجب مرسوم بكحل عربي
وجسد صغير ملفوف في قماط مطرز بحرفه ..
هذا السرير الذي تزين بالالوان والالعاب كل هذا اذكره واذكر اني اخترت كل تفصيل بعناية ..
فقط طفلي لا اذكر ملامحه .. ربما لم اره ابدا .. يا الهي كنت اصرخ ابعدوه ابعدوه ماذا حصل لماذا لم ارد رؤيته ؟
شعرت بالخوف ولكني الان اريده اريد حمله ورغم رغبتي القوية بقيت واقفة
اعجز عن مد يدي وحمله ..
ابتسم صغيري ..
نعم انه يبتسم او لا ربما يحرك فمه يخرج لسانه لي ..
شعرت بيد قوية تمسك بكتفي
اعرف تلك القبضة القوية الباردة المتملكة ..
قال بصوت عميق آمر بصرامة : عودي الي غرفتك ارتاحي ..
لم يكن مهتم صوته الهادئ الرصين والبارد جدا يجعلني اتجمد
امتثلت وسرت وهو خلفي كان ظله يسير امامي ... لم احاول النظر اليه او نقاش أمره ..
وصلت غرفتي التي لا تبعد كثيرا عن غرفة طفلي واستدرت اليه وقلت : اريد ان اتعالج احتاج طبيب نفسي
رفعت راسي لانظر اليه وهو يحدد مصيري ..كنت اعصر يدي بيدي الاخرى واضغط على اسناني والبرد يسرى في جسدي حتى احشائي تنبض كقلب تائه عن موضعه ..
رد : غدا ارى الأمر .. نامي الان هل تريدين طعام ؟
حركت راسي بنعم ولا
دفعني ببساطة الي قبري اقصد غرفتي والقى نظرة ثم اغلق اخر شق للنور ..
كان فراغ يمتد في جسدي
هنا كان يتحرك طفلي هنا كان طفلي المبتسم .. اريده بشدة داخلي لا احتمل هذا الفراغ ..
ضغطت بقوة على بطني الفارغة و
نمت وكل ما يشغل مساحة افكاري هل ابتسم طفلي ام حرك فمه تلك الصورة تعاد وتكرر بلا نهاية ...
نمت كما لم آنم من زمن بعيد نمت بعمق ولفترة طويلة ..
كما نمت وحيدة معزولة عن هذا العالم فتحت عيني بنفس الظلام لم يعد للنور والظلام معنى ولا الليل ولا النهار ..
كان الجوع هو الشعور الذي يعصف بي واعرف ان ثمة وجبة وضعت لي في مكان ما مثل قطة مدللة ..
حاولت تمشيط شعري باصابعي ولكن التشابك قوي بل شعري اشبه بعش ..
فتحت الشباك ونظرت الي النور الذي يبدو انه صباحا او اخر النهار فلم يكن ثم شمس .. انه ضوء غروب او شروق ..
رايت الطعام المرتب بعناية والمحكم الاغلاق حافظات بلاستيكية لا تؤذي
تفاح اخضر الذي احبه
وهنا اجبان وسلطة خضراء وعسل وخبز اسمر محمص كما افضل ..
علبه الزبادي
خطفت قطعة خبز وقضمت كفأرة
حاولت اسكات جوعي ولكن شعري مزعج يا الهي ..
اين ذهبت المرايا ؟
فتحت الادراج وتلك الحقائب الصغيرة واخيرا عثرت على علبة لامعة رايت شكلي
شعري المتشابك ..
وعيوني التي فقدت بريق الحياة ..
من تكوني يا امرأة ؟
غيرت لون شعري قبل ولادتي بايام
يا الهي كيف اقنعوني بهذا اللون !!
دخلت حمامي ولم يعد ثم مفتاح لبابه..
لا مرايا هنا ايضا
دخلت تحت دش الماء البارد
اخذ وقتا حتى شعر ان الماء تخلل شعري المتشابك ولمس جلد راسي
فتحت الماء ورميت كل انواع الصابون في حوض الاستحمام وتمددت ..
خطرت براسي فكرت الغرق ولكن لم احاول ابدا ..
كنت مستغرقة في افكاري وجسدي يعيد اكتشاف الماء ..
لم اسمع طرقات ولكني انتبهت لباب الحمام يفتح بسرعة وقوة ..
يبدوا انه عاد من الخارج فلم يضع عقاله وما يزال يلبس حذاء رسمي
اقترب بهدوء وقال : تاخذين حمام ..
عرفت ما خطر بباله وقلت : نعم ولم احاول الموت غرقا ( شعرت بانتصار على نفسي وعليه ..)
قال : طرقت عليك الخادمة ولم تردي وسمعوا صوت الماء و
لم ارد ولم ارد معرفة باقي التفاصيل
فمن الواضح انها اتصلت على احدي العقارب التي قالت له : المجنونة تنتحر غرقا وهكذا عاد مسرعا
لانقاذي او ليرى النهاية ويرتب حياته من جديد ..
بقيت تحت الماء وبدأت اشعر بشعري يرتاح على كتفى ..
_____
يتبع2
في تلك الغرفة التي اعتدت ظلامها حتى اني اسير بدون ان افكر بمد يدي لإنارة الغرفة ..
لم احاول فتح شباك للشمس لم يعد للنور معنى فاقصى ما ينيره اشياء مادية عمياء واثبتت عجزها عن انارة الظلال التي تموج في راسي .
كانت لدي رغبة غريبة تدفعني لتلبية نداء امومتي واعود الي عالمهم وقوة تكبح كل علاقة مع هذا البعد الذي ما زلت اتنفسه مجبرة ..
لم استغرق كثيرا في الدموع بل كنت كصحراء جافة .. كان بكائي اشبه بعواء ذئب جريح ..
لا اعلم كيف ولا لماذا قررت فتح الباب وتلبية نداء الامومة تلكم الساعة والتي لا اعرف هل هي ليل او نهار ، ليس لدي اجابة كانت لحظة مجنونة اخرى حملتني الي غرفة طفلي الذي لم يتعرف الي بعد ...
وقفت أتأمل تلك الملامح المرسومة
الانف وقبلة بعوضة على خده تغذت بدمه النقي القادم من الجنة ..
الفم الصغير .. كنقطة ختام
وحاجب مرسوم بكحل عربي
وجسد صغير ملفوف في قماط مطرز بحرفه ..
هذا السرير الذي تزين بالالوان والالعاب كل هذا اذكره واذكر اني اخترت كل تفصيل بعناية ..
فقط طفلي لا اذكر ملامحه .. ربما لم اره ابدا .. يا الهي كنت اصرخ ابعدوه ابعدوه ماذا حصل لماذا لم ارد رؤيته ؟
شعرت بالخوف ولكني الان اريده اريد حمله ورغم رغبتي القوية بقيت واقفة
اعجز عن مد يدي وحمله ..
ابتسم صغيري ..
نعم انه يبتسم او لا ربما يحرك فمه يخرج لسانه لي ..
شعرت بيد قوية تمسك بكتفي
اعرف تلك القبضة القوية الباردة المتملكة ..
قال بصوت عميق آمر بصرامة : عودي الي غرفتك ارتاحي ..
لم يكن مهتم صوته الهادئ الرصين والبارد جدا يجعلني اتجمد
امتثلت وسرت وهو خلفي كان ظله يسير امامي ... لم احاول النظر اليه او نقاش أمره ..
وصلت غرفتي التي لا تبعد كثيرا عن غرفة طفلي واستدرت اليه وقلت : اريد ان اتعالج احتاج طبيب نفسي
رفعت راسي لانظر اليه وهو يحدد مصيري ..كنت اعصر يدي بيدي الاخرى واضغط على اسناني والبرد يسرى في جسدي حتى احشائي تنبض كقلب تائه عن موضعه ..
رد : غدا ارى الأمر .. نامي الان هل تريدين طعام ؟
حركت راسي بنعم ولا
دفعني ببساطة الي قبري اقصد غرفتي والقى نظرة ثم اغلق اخر شق للنور ..
كان فراغ يمتد في جسدي
هنا كان يتحرك طفلي هنا كان طفلي المبتسم .. اريده بشدة داخلي لا احتمل هذا الفراغ ..
ضغطت بقوة على بطني الفارغة و
نمت وكل ما يشغل مساحة افكاري هل ابتسم طفلي ام حرك فمه تلك الصورة تعاد وتكرر بلا نهاية ...
نمت كما لم آنم من زمن بعيد نمت بعمق ولفترة طويلة ..
كما نمت وحيدة معزولة عن هذا العالم فتحت عيني بنفس الظلام لم يعد للنور والظلام معنى ولا الليل ولا النهار ..
كان الجوع هو الشعور الذي يعصف بي واعرف ان ثمة وجبة وضعت لي في مكان ما مثل قطة مدللة ..
حاولت تمشيط شعري باصابعي ولكن التشابك قوي بل شعري اشبه بعش ..
فتحت الشباك ونظرت الي النور الذي يبدو انه صباحا او اخر النهار فلم يكن ثم شمس .. انه ضوء غروب او شروق ..
رايت الطعام المرتب بعناية والمحكم الاغلاق حافظات بلاستيكية لا تؤذي
تفاح اخضر الذي احبه
وهنا اجبان وسلطة خضراء وعسل وخبز اسمر محمص كما افضل ..
علبه الزبادي
خطفت قطعة خبز وقضمت كفأرة
حاولت اسكات جوعي ولكن شعري مزعج يا الهي ..
اين ذهبت المرايا ؟
فتحت الادراج وتلك الحقائب الصغيرة واخيرا عثرت على علبة لامعة رايت شكلي
شعري المتشابك ..
وعيوني التي فقدت بريق الحياة ..
من تكوني يا امرأة ؟
غيرت لون شعري قبل ولادتي بايام
يا الهي كيف اقنعوني بهذا اللون !!
دخلت حمامي ولم يعد ثم مفتاح لبابه..
لا مرايا هنا ايضا
دخلت تحت دش الماء البارد
اخذ وقتا حتى شعر ان الماء تخلل شعري المتشابك ولمس جلد راسي
فتحت الماء ورميت كل انواع الصابون في حوض الاستحمام وتمددت ..
خطرت براسي فكرت الغرق ولكن لم احاول ابدا ..
كنت مستغرقة في افكاري وجسدي يعيد اكتشاف الماء ..
لم اسمع طرقات ولكني انتبهت لباب الحمام يفتح بسرعة وقوة ..
يبدوا انه عاد من الخارج فلم يضع عقاله وما يزال يلبس حذاء رسمي
اقترب بهدوء وقال : تاخذين حمام ..
عرفت ما خطر بباله وقلت : نعم ولم احاول الموت غرقا ( شعرت بانتصار على نفسي وعليه ..)
قال : طرقت عليك الخادمة ولم تردي وسمعوا صوت الماء و
لم ارد ولم ارد معرفة باقي التفاصيل
فمن الواضح انها اتصلت على احدي العقارب التي قالت له : المجنونة تنتحر غرقا وهكذا عاد مسرعا
لانقاذي او ليرى النهاية ويرتب حياته من جديد ..
بقيت تحت الماء وبدأت اشعر بشعري يرتاح على كتفى ..
_____
يتبع2