بسم الله الرحمن الرحيم
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
4- الحلقة الرابعة من سلسلة حكمة واثر العبادات على النفس والسلوك -4-
-ب ---رمضان شهر القران :-
قال الله تعالى مبينا فضل شهر رمضان وميزته على الشهور :- ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ ...)من الاية185البقرة). وافترض الله تعالى صيامه على المسلمين وجعل صيامه من شعائر الاسلام واركان الدين، فهناك علاقة وثيقة بين الصيام الذي يقتضي التوقف والامتناع عن اشباع الجوعات الغريزية والحاجات العضوية، وتلاوة القران الكريم المقتضية لاتباع واتلاء احكامه وتشريعاته، ومنها نفس تشريع الصيام للشهر المبارك، اياما معدودات من كل عام، و يبدأ الصيام بأمر رباني يحظر فيه على المسلم شهوة الطعام والشراب والجماع ،وينتهي باذن رباني باباحة ذلك له ، فهو تدريب للانسان وترويض لنفسه لتلتزم اوامر الله تعالى ونواهيه في القران والسنة , قال تعالى :- (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187البقرة).
ومن اجل ان يتزود الانسان بالعلم والمعرفة والتذكر لنواهي الله تعالى وأوامره سبحانه ليتبعها في حياته، فيقيم حياته بموجب الارادة الالهية منسجما بهذه الاستقامة مع منظومة النظام الكوني الالهي، و الذي تخضع له السموات والارض ومن فيهن، فيسعد دنيا واخرى .
ان منظومة الانسجام الكوني لا مجال فيها لا للشذوذ ولا للنشوز ، فانت تلاحظ ان ما من كوكب او نجم شذ او نشز وخرج عن مظومة النظام الالهي الكوني الا ويكون مصيره الدمار والاحتراق !!
وهكذا اخواني وابنائي الاكارم هي نهاية ومصير من شذ من البشر ونشز, فيكون له ضنك العيش ومصيره جهنم وبئس المصير .. نعوذ واياكم بالله منها ومن كل عمل وقول يقرب منها ...
وهنا ينبغي ان نعلم ان الكون يُساق للالتزام بالنظام الرباني جبرا عنه،ولكن الانسان في الجانب التكويني او الخَلقي مجبر لا خيار له ... كلونه وطوله و ولادته لابويه و عمل اجهزة جسده الضرورية لابقاءه حيا لان الموت والحياة بيد الله تعالى وحده، وانما ابتلاءه كان في تخييره بين اتباع منهج الله تعالى وبين اتباعه منهج الشيطان الرجيم ....
ومن هنا تأتي اهمية تلاوة القران المشتملة على القراءة والاتباع ، والقراءة قراءة لسان بان ينطق بالحروف وقراءة عقل باعماله للتفكر والتدبر . و التدبر هو التأمل الدقيق والتفكير العميق الذي يغوص في معاني القرآن الكريم، وفهم ما يحتويه من هدى وارشادات واحكام . ويمكن ويتيسر للجميع أن يتدبروا القرآن على حسب معرفتهم وقدراتهم العقلية والفكرية والعلمية، ولا تسقط فريضة التدبر والتأمل والتفكير الا عمن ذهب عقله وفقد الادراك، وكما قيل في القواعد الفقهية: اذا اخذ ما اوهب اسقط ما اوجب .
فكل مسلم مخاطب بالقران ،فان جهل تدبره ومعرفة احكامه وتشريعاته واستعجمت عليه مفرداته والفاظه وعربيته ، توجب عليه السؤال لأهل العلم ممن استحقوا صفة اهل الذكر : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)النحل).
فقراءة القران المطلوبة هي التلاوة مع الاتباع بالتدير المؤدي الى اتباعه في أوامره والانصياع لها بالرضى والتسليم ، و واجتناب نواهيه ولو اشتهتها النفس ورغبتها .
وكثير من المسلمين اليوم يقرأون القران ويحرصون على ختمه بنية التعبد،وتحصيل الاجر والثواب بعدد ما يقرأ من حروف !!، وهذا بحد ذاته عبادة ممدوحة ، ولكن المذموم فيها ان يلهج لسانه بكلام الذكر ،وعقله غائب عن معانيه وقلبه غافل عما فيه من عبر واحكام ومواعظ وتشريعات ..
بل الكثير منهم يخالف القران في حياته ومعاملاته ، فلا يؤدي الحقوق والواجبات التي شرعها الله في هذا القران ، فلا يقيم حلاله ولا حرامه لا في اخلاقه ولا في معاملاته ..!! وهؤلاء نخشى عليهم ان يندرجوا تحت الوصف النبوي لامثالهم حيث قال في حديث يرويه البخاري ومسلم :- (... يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...)،و المروق من الدين اما ان يكون بالردة والعياذ بالله، واما باتكلف التدين بجهالة وقصر نظر وقلة علم ، واما بترك شيء من احكامه وتشريعاته ..
فلذلك تنبه اخي المؤمن واحرص على تلاوة القران بالتدبر والتفكر والاتباع لاحكامه وتشريعاته ، في رمضان شهر القران او في غيره من ايام العمر لتكون على ملة ابيك ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)الانعام).
جعلنا الله واياكم ممن يستقيمون على الصراط المستقيم والدين القيم الحق الذي ارتضاه للعالمين، وان يجمع الله امتنا عليه من مشارق الارض ومغاربها،وان يعزها براية التوحيد الموحدة للامة ، واستودعكم الله الى لقاء جديد بعون الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
4- الحلقة الرابعة من سلسلة حكمة واثر العبادات على النفس والسلوك -4-
-ب ---رمضان شهر القران :-
قال الله تعالى مبينا فضل شهر رمضان وميزته على الشهور :- ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ ...)من الاية185البقرة). وافترض الله تعالى صيامه على المسلمين وجعل صيامه من شعائر الاسلام واركان الدين، فهناك علاقة وثيقة بين الصيام الذي يقتضي التوقف والامتناع عن اشباع الجوعات الغريزية والحاجات العضوية، وتلاوة القران الكريم المقتضية لاتباع واتلاء احكامه وتشريعاته، ومنها نفس تشريع الصيام للشهر المبارك، اياما معدودات من كل عام، و يبدأ الصيام بأمر رباني يحظر فيه على المسلم شهوة الطعام والشراب والجماع ،وينتهي باذن رباني باباحة ذلك له ، فهو تدريب للانسان وترويض لنفسه لتلتزم اوامر الله تعالى ونواهيه في القران والسنة , قال تعالى :- (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187البقرة).
ومن اجل ان يتزود الانسان بالعلم والمعرفة والتذكر لنواهي الله تعالى وأوامره سبحانه ليتبعها في حياته، فيقيم حياته بموجب الارادة الالهية منسجما بهذه الاستقامة مع منظومة النظام الكوني الالهي، و الذي تخضع له السموات والارض ومن فيهن، فيسعد دنيا واخرى .
ان منظومة الانسجام الكوني لا مجال فيها لا للشذوذ ولا للنشوز ، فانت تلاحظ ان ما من كوكب او نجم شذ او نشز وخرج عن مظومة النظام الالهي الكوني الا ويكون مصيره الدمار والاحتراق !!
وهكذا اخواني وابنائي الاكارم هي نهاية ومصير من شذ من البشر ونشز, فيكون له ضنك العيش ومصيره جهنم وبئس المصير .. نعوذ واياكم بالله منها ومن كل عمل وقول يقرب منها ...
وهنا ينبغي ان نعلم ان الكون يُساق للالتزام بالنظام الرباني جبرا عنه،ولكن الانسان في الجانب التكويني او الخَلقي مجبر لا خيار له ... كلونه وطوله و ولادته لابويه و عمل اجهزة جسده الضرورية لابقاءه حيا لان الموت والحياة بيد الله تعالى وحده، وانما ابتلاءه كان في تخييره بين اتباع منهج الله تعالى وبين اتباعه منهج الشيطان الرجيم ....
ومن هنا تأتي اهمية تلاوة القران المشتملة على القراءة والاتباع ، والقراءة قراءة لسان بان ينطق بالحروف وقراءة عقل باعماله للتفكر والتدبر . و التدبر هو التأمل الدقيق والتفكير العميق الذي يغوص في معاني القرآن الكريم، وفهم ما يحتويه من هدى وارشادات واحكام . ويمكن ويتيسر للجميع أن يتدبروا القرآن على حسب معرفتهم وقدراتهم العقلية والفكرية والعلمية، ولا تسقط فريضة التدبر والتأمل والتفكير الا عمن ذهب عقله وفقد الادراك، وكما قيل في القواعد الفقهية: اذا اخذ ما اوهب اسقط ما اوجب .
فكل مسلم مخاطب بالقران ،فان جهل تدبره ومعرفة احكامه وتشريعاته واستعجمت عليه مفرداته والفاظه وعربيته ، توجب عليه السؤال لأهل العلم ممن استحقوا صفة اهل الذكر : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)النحل).
فقراءة القران المطلوبة هي التلاوة مع الاتباع بالتدير المؤدي الى اتباعه في أوامره والانصياع لها بالرضى والتسليم ، و واجتناب نواهيه ولو اشتهتها النفس ورغبتها .
وكثير من المسلمين اليوم يقرأون القران ويحرصون على ختمه بنية التعبد،وتحصيل الاجر والثواب بعدد ما يقرأ من حروف !!، وهذا بحد ذاته عبادة ممدوحة ، ولكن المذموم فيها ان يلهج لسانه بكلام الذكر ،وعقله غائب عن معانيه وقلبه غافل عما فيه من عبر واحكام ومواعظ وتشريعات ..
بل الكثير منهم يخالف القران في حياته ومعاملاته ، فلا يؤدي الحقوق والواجبات التي شرعها الله في هذا القران ، فلا يقيم حلاله ولا حرامه لا في اخلاقه ولا في معاملاته ..!! وهؤلاء نخشى عليهم ان يندرجوا تحت الوصف النبوي لامثالهم حيث قال في حديث يرويه البخاري ومسلم :- (... يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...)،و المروق من الدين اما ان يكون بالردة والعياذ بالله، واما باتكلف التدين بجهالة وقصر نظر وقلة علم ، واما بترك شيء من احكامه وتشريعاته ..
فلذلك تنبه اخي المؤمن واحرص على تلاوة القران بالتدبر والتفكر والاتباع لاحكامه وتشريعاته ، في رمضان شهر القران او في غيره من ايام العمر لتكون على ملة ابيك ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)الانعام).
جعلنا الله واياكم ممن يستقيمون على الصراط المستقيم والدين القيم الحق الذي ارتضاه للعالمين، وان يجمع الله امتنا عليه من مشارق الارض ومغاربها،وان يعزها براية التوحيد الموحدة للامة ، واستودعكم الله الى لقاء جديد بعون الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....