بسم الله الرحمن الرحيم
5- الحلقة الخامسة من حكمة واثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
ترقب هلال رمضان شهر الصيام :-
الشمس والقمر اياتان من ايات الله تعالى ، وهناك عبادات قد تعلق سببها بالشمس وأخرى بالقمر،اي جعلها الله علامة على وجوب بعض الاعمال من العبادات، فأوقات الصلاة مثلا تعلق امر وجوبها بحركة الشمس الظاهرية ،فصلاة الفجر عند بزوغ الفجر وهو وصول اول نورها للبقعة التي انت فيها من الارض، وكذلك صلاة الظهر عند زوالها عن كبد السماء،والعصر عند انكسار ها وتوسطها للافق الغربي ويعرف ذلك بصيرورة ظل كل شيء مثله، والمغرب وافطار الصائم يكون بتحقق غياب قرص الشمس في الجهة الغربية وغروبه ،والعشاء يكون بتمام غياب الشفق الاحمرالناتج عن انتقال ضوء الشمس فعليا الى جهة اخرى من الارض ضمن الحركة الظاهرية، فسبحان ربي الاعلى
وقد ربط سبحانه بعض العبادات كذلك بحركة القمر، ومنها صيام رمضان، وكذلك اعتبار الحول في الزكاة واعتماد التقويم القمري لعدة المطلقة لمن تعتد بالاشهر، وكذلك عدة المتوفى عنها زوجها ، وكذلك انتهاء المانع من الزواج للزوج المُطلق لزوجته الرابعة ، فلا يجوز له الزواج او العقد على غيرها لتنزل رابعة على نسائه ،حتى تنقضي عدة الطلاق للرابعة...
وعلى امة الاسلام فرضا كفائيا ان تراقب الهلال للحج ولصوم رمضان، لتعليق سبب الايجاب بالرؤيا لهلال الشهر وذلك لعموم قول الله تعالى:- ( ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ). فشهد تحتمل معاني منها التعبيرعن الاقامة، والتعبير عن الحضور الذي منه الشهادة، وكذلك تحتمل معنى رؤيا العين ،واللفظ عام هنا يحتمل هذه المعاني ويرشد اليها.
وكذلك لقول النبي ﷺ : - (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) رواه مسلم والنسائي.
ومعلوم انه كما يثبت انتهاء شهر رمضان برؤية هلال شوال أو بإكمال عدة شهر رمضان عند عدم رؤية هلال شوال. والرؤية التي يثبت بها أول شهر رمضان وآخره لا تحصل لكل مسلم أو مسلمة عادة، ولهذا فقد اتفق العلماء على أن الاخبار بالرؤية ممن تحقق من ريته حجة شرعية تلزم المسلمين في ثبوت شهر رمضان في ابتداءه وانتهائه، إذا توافرت الشروط الشرعية المطلوبة في الشاهد المشاهد.
ورؤية المسلم العدل الأهل للشهادة ان حخصلت في بلد من بلاد الاسلام اوجبت الصيام على جميع المسلمين في الارض ، وذلك عملاً بقوله صلى الله عليه واله وسلم: "إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" متفق عليه من حديث ابن عمر.وهذا مذهب الامام ابوحنيفة ومذهب الامام احمد رحمهما الله ، وكذلك غيرهم من العلماء الاجلاء ، حيث قالوا الخطاب عام لجميع المسلمين، ولا عبرة باتفاق المطالع واختلافها . والفتوى باختلاف المطالع كان لها سبب وهو فوات البلاغ او عدم التمكن من ايصاله للناس بعدم توفر وسائل الاتصال ، اما اليوم وقد من الله على البشرية بسرعة الاتصال فان هذه الفتوى قد بطل سببها فبطلت بالتالي هي ..
وهذا ادعى الى توحيد الامة التي دينها واحد وربها واحد ونبيها واحد وكتابها واحد ....
وكذلك القول بالحساب الفلكي بحساب المنازل مردود بما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا". ولا نحسب هنا ليس المقصود بها الحساب المعروف في الرياضيات, من الجمع والطرح والضرب والقسمة, بل المقصود منه هو ما كان يعرف بحساب النجوم وتسييرها،ونزول القمر في منازلها وابراجها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك إلا النزر اليسير مع العلم انه كان هناك من يعلمه منهم ومن الامم الاخرى، فعلق الصوم وغيره من الاحكام المتعلقة بالوقت والتوقيت بالرؤية و المشاهدة ،لا بالحساب الفلكي مع انه - سلام ربي عليه واله وصلاته - كان قادر على ان يوجه اصحابه لتعلمه لو كان الامر متعلق به, كما بعث نفر منهم تعلم لغات بعض الاقوام ليترجموا له خطابات الاعاجم بوصفه قائد امة ، وكما بعث نفر من اصحابه الى اليمن المشهورة وقتها بصناعة اصلب واقوى السيوف .
فوحدة الامة مسألة شرعية عقائدية ،والصيام ركن من اركان الاسلام يذكرنا عند ابتدائه وعند انتهائه بهذ الوحدة الواجبة المفروضة شرعا ، فما دام الفكر واحداً والمرجع واحداً فينبغي أن يجتمع عليه أهله ويتوحدوا ويتحابوا. والعبودية لله يجب أن تجمعنا وتجعلَنا أمةً واحدة كما أرادنا الله تعالى ان نكون، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾(الأنبياء: 92)، وقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾(المؤمنون: 52). وللحفاظ على اداء هذه الفريضة اوصانا سبحانه فقال :- ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾(آل عمران: 103) .
والى ان نلتقي بكم مجددا استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
5- الحلقة الخامسة من حكمة واثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
ترقب هلال رمضان شهر الصيام :-
الشمس والقمر اياتان من ايات الله تعالى ، وهناك عبادات قد تعلق سببها بالشمس وأخرى بالقمر،اي جعلها الله علامة على وجوب بعض الاعمال من العبادات، فأوقات الصلاة مثلا تعلق امر وجوبها بحركة الشمس الظاهرية ،فصلاة الفجر عند بزوغ الفجر وهو وصول اول نورها للبقعة التي انت فيها من الارض، وكذلك صلاة الظهر عند زوالها عن كبد السماء،والعصر عند انكسار ها وتوسطها للافق الغربي ويعرف ذلك بصيرورة ظل كل شيء مثله، والمغرب وافطار الصائم يكون بتحقق غياب قرص الشمس في الجهة الغربية وغروبه ،والعشاء يكون بتمام غياب الشفق الاحمرالناتج عن انتقال ضوء الشمس فعليا الى جهة اخرى من الارض ضمن الحركة الظاهرية، فسبحان ربي الاعلى
وقد ربط سبحانه بعض العبادات كذلك بحركة القمر، ومنها صيام رمضان، وكذلك اعتبار الحول في الزكاة واعتماد التقويم القمري لعدة المطلقة لمن تعتد بالاشهر، وكذلك عدة المتوفى عنها زوجها ، وكذلك انتهاء المانع من الزواج للزوج المُطلق لزوجته الرابعة ، فلا يجوز له الزواج او العقد على غيرها لتنزل رابعة على نسائه ،حتى تنقضي عدة الطلاق للرابعة...
وعلى امة الاسلام فرضا كفائيا ان تراقب الهلال للحج ولصوم رمضان، لتعليق سبب الايجاب بالرؤيا لهلال الشهر وذلك لعموم قول الله تعالى:- ( ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ). فشهد تحتمل معاني منها التعبيرعن الاقامة، والتعبير عن الحضور الذي منه الشهادة، وكذلك تحتمل معنى رؤيا العين ،واللفظ عام هنا يحتمل هذه المعاني ويرشد اليها.
وكذلك لقول النبي ﷺ : - (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) رواه مسلم والنسائي.
ومعلوم انه كما يثبت انتهاء شهر رمضان برؤية هلال شوال أو بإكمال عدة شهر رمضان عند عدم رؤية هلال شوال. والرؤية التي يثبت بها أول شهر رمضان وآخره لا تحصل لكل مسلم أو مسلمة عادة، ولهذا فقد اتفق العلماء على أن الاخبار بالرؤية ممن تحقق من ريته حجة شرعية تلزم المسلمين في ثبوت شهر رمضان في ابتداءه وانتهائه، إذا توافرت الشروط الشرعية المطلوبة في الشاهد المشاهد.
ورؤية المسلم العدل الأهل للشهادة ان حخصلت في بلد من بلاد الاسلام اوجبت الصيام على جميع المسلمين في الارض ، وذلك عملاً بقوله صلى الله عليه واله وسلم: "إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" متفق عليه من حديث ابن عمر.وهذا مذهب الامام ابوحنيفة ومذهب الامام احمد رحمهما الله ، وكذلك غيرهم من العلماء الاجلاء ، حيث قالوا الخطاب عام لجميع المسلمين، ولا عبرة باتفاق المطالع واختلافها . والفتوى باختلاف المطالع كان لها سبب وهو فوات البلاغ او عدم التمكن من ايصاله للناس بعدم توفر وسائل الاتصال ، اما اليوم وقد من الله على البشرية بسرعة الاتصال فان هذه الفتوى قد بطل سببها فبطلت بالتالي هي ..
وهذا ادعى الى توحيد الامة التي دينها واحد وربها واحد ونبيها واحد وكتابها واحد ....
وكذلك القول بالحساب الفلكي بحساب المنازل مردود بما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا". ولا نحسب هنا ليس المقصود بها الحساب المعروف في الرياضيات, من الجمع والطرح والضرب والقسمة, بل المقصود منه هو ما كان يعرف بحساب النجوم وتسييرها،ونزول القمر في منازلها وابراجها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك إلا النزر اليسير مع العلم انه كان هناك من يعلمه منهم ومن الامم الاخرى، فعلق الصوم وغيره من الاحكام المتعلقة بالوقت والتوقيت بالرؤية و المشاهدة ،لا بالحساب الفلكي مع انه - سلام ربي عليه واله وصلاته - كان قادر على ان يوجه اصحابه لتعلمه لو كان الامر متعلق به, كما بعث نفر منهم تعلم لغات بعض الاقوام ليترجموا له خطابات الاعاجم بوصفه قائد امة ، وكما بعث نفر من اصحابه الى اليمن المشهورة وقتها بصناعة اصلب واقوى السيوف .
فوحدة الامة مسألة شرعية عقائدية ،والصيام ركن من اركان الاسلام يذكرنا عند ابتدائه وعند انتهائه بهذ الوحدة الواجبة المفروضة شرعا ، فما دام الفكر واحداً والمرجع واحداً فينبغي أن يجتمع عليه أهله ويتوحدوا ويتحابوا. والعبودية لله يجب أن تجمعنا وتجعلَنا أمةً واحدة كما أرادنا الله تعالى ان نكون، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾(الأنبياء: 92)، وقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾(المؤمنون: 52). وللحفاظ على اداء هذه الفريضة اوصانا سبحانه فقال :- ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾(آل عمران: 103) .
والى ان نلتقي بكم مجددا استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .