{{بسم الله الرحمن الرحيم}}
23- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
حفظ القران وعصمته
تحدثنا في الاثنين الماضي عن العصمة بشكل عام ؛ وكنا قد بينا ان من انواع العصمة والامور المعصومة في عقيدتنا القران الكريم .. وكان الحديث مركزا على عصمة الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ...
واليوم نفرد معتقدنا بعصمة القران الكريم وحفظه من الضياع او التحريف او التغيير او التبديل حتى لحروفه وكلماته، خلافا للكتب السابقة التي اوكل الله حفظها للناس فضيعوها وحرفوها وبدلوها زيادة ونقصا حتى لم تعد كتب الله التي نزلت!! ؛ و واما حفظ القران الكريم فذلك لانه هو بذاته المعجزة الدائمة الباقية ما بقيت الدنيا للرسالة الخاتمة، ولان خاتمية الرسالة للنبوات تقتضي ان تحمل الرسالة الباقية الخالدة امة هذه الرسالة!! وهذه مكرمة عظيمة للامة ان نهضت لها ووحملت ما حُملت من نور ربها للعالمين؛ فهذه مهمة الانبياء والمرسلين استخلف الله بها هذه الامة المحمدية الاسلامية ..
فاذا كان جنس الانسان مستخلف في الارض لعمارتها بعبادة الله تعالى واقتفاء وحيه سبحانه ومنهجه؛ فإن امة محمد مستخلفة من دون الناس في حمل الرسالة للعالمين ..{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا ﴿٣٩ فاطر﴾}.. وقال تعالى:{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}[البقرة:143].
وان نهوض الأمم ومعاودة إخراجها واسترداد دورها، مرهون إلى حد بعيد باستقراء ظروف وشروط ميلادها الأول، وبهذا ندرك أهمية الاهتداء بقيم الكتاب والسنة، وتطبيقات السيرة، في عملية البعث الإسلامي، أو إخراج الأمة المسلمة من جديد .. فقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه فقال تعالى: ﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحٰفِظونَ﴾ فقرر سبحانه أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو اسم من اسماء القرآن وكل ما اوحى به سبحانه، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل . وبحفظ الله لكتابه العزيز حفظ لأمة الإسلام دينها ولغتها وهويتها، وجمع كلمتها وحماها من التفرق والاختلاف. وحفظ لنا التواصل بين اجيال الامة العظيمة صاحبة الرسالة الخاتمة..ومن ابرز الدلائل على ذلك انه لليوم نجد من عندههم سند رواية القران المتصل والمتواصل عبر الاجيال الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم،، ونجد ايضا من عنده السند المتصل برواية الحديث حتى يصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فاذا كان القران محفوظا لكونه المعجزة الباقية ؛ فان السنة ايضا من الذكر المحفوظ بمجملها .. لانها الطريقة الموحى بها التنفيذية للكتاب، و المعيار في قبول روايتها او ردها في الاساس هو مطابقتها او مناقضتها للكتاب !! وهذا كما هو معلوم تطلب وجود كل من علم الدراية القائم على اعمال العقل في مطابقة النصوص ومقابلتها وتمحيصها ، وعلم الرواية القائم على معرفة تاريخ الرجال واحوالهم وصفاتهم ومناقبهم وانسابهم واحسابهم،، فالعلم لا يُؤخذ عن مجاهيل...وكفاك بذلك اتصالا بين مختلف اجيال الامة؛ عبر الازمان والامكنة والظروف والاحوال ...فتميزت هذه الامة بالاسناد والسند ؛ وهذا يؤدي الى التواصل الثقافي والحضاري بين أجيالها،
وبامتلاكها للرسالة المعيارية التي تُقََيِمُ سلوك الامم والشعوب من خلالها،
فانها بذلك تكون قد امتلكت الأمور التي تقتضيها خاصيتا الخلود وختم النبوة، والتي تعتبر من لوازمهما،،،،
ان حفظ الكتاب كله وحفظ مجمل السنة باصولها الصحيحة ، ليقتضي حفظ الامة وهويتها ودورها الذي انتدبها الله تعالى واصطفاها له.. إن مواثيق الله لحملة الرسالة الخاتمة التي مصرها الاساس كما انه معجزتها الخالدة القران الكريم، واستقراء التاريخ، يؤكدان أن الطائفة القائمة على الحق لا يمكن أن تتوقف، أو تغيب؛ او تنقرض طالما بقي على ظهرها بشر ... و لأن ذلك يعني -فيما يعني- إصابة مهمة البلاغ المبين، وقضية التكليف نفسها، إذ كيف يمكن أن تتوقف الأمة القائمة على الحق، التي تمتلك خطابه ومعياره الذي يجب ان توزن به قيم ومفاهيم وافكار العالم و تصرفات وسلوك العالمين، خاصة بعد بعد توقف النبوات و نسخ الشرائع.. الأمة التي تتحمل مسئولية منهج النقل لتعاليم النبوة لن تغيب.. لذلك فالقيم تبقى محفوظة بحفظ الله، وإن أصيب منهج العقل والاجتهاد، هـذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن عصمة وحفظ واستمرار وجود الأمة ؛ والمرتبط بعصمة كتابها والتي لن يُتصور اجماعها على الخطأ المؤدي الى الاندثار ..( لا تجتمع أمتي على خطأ. وفي رواية: على ضلالة ) ، تعتبر من الضمانات النصية والعملية على امتلاك القدرة على النهوض دائما، والحيلولة دون الإصابات الموصلة إلى الوفاة، وإن كان ذلك لا يمنع عنها المرض والتوعك..!!
ان حفظ الذكر ضرورة ايمانية لبناء العقيدة اساس الفكر والعقل على اساس ثابت لا يتطرق اليه الشك والريبة؛؛والمؤدي الى انفصام الشخصية وعدم بناء الشخصية القيادية السوية، بل يبني الظن والشك والارتياب الشخصية المنافقة المنائعة التي تميل حيث مالت الريح... ﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾[ سورة البقرة: 2] ثم تحدى المتشككين والمشككين فيه فقال لهم : (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ﴿٢٣ البقرة﴾.. (وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) ﴿٣٧ يونس﴾... (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) ﴿٢ السجدة﴾ ..
ان الامم التي ظنت وتشككت في معتقدها اتصفوا بالنفاق وعدم الثبات والاستقامة على نهج واضح يجمع العالمين ، فقال الله تعالى محذرا من ذلك، ومبينا لحقيقة وجوب المفاصلة بين الحق والباطل والكفر والايمان فقال سبحانه :- (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)المجادلة) . وقوله سبحانه: {لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (النساء:144)، وقوله تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (الممتحنة:1) وكذلك قوله تعالى:- {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} (آل عمران:28).
ان الاعتقاد بحفظ القران وحفظ الوحي المنزل لا يدع مجالا للشك او الريب باتباع هذا القران ووجوب حمل رسالته الخاتمة للرسلات ، حيث قال الله سبحانه و تعالى:- ( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ(50) سورة الأنعام،، وقال سبحانه في نفس السورة:- ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) سورة الأنعام...
نعم يا امة الاسلام هكذا ارادكم ربكم امة قوية متينة العقيدة ثابتة الايمان راسخة العقيدة فقال في حقكم كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)ال عمران،،، وبين لكم ان مخالفيكم واعداءكم الذين يعادونكم على دعوة الحق التي حملتم بلاغها لن يضروكم الا اذىً جسدياً، فلن يصلوا للاضرار بمعتقدكم واساس ايمانكم ودينكم؛ وبالتالي لن يوقفوا مهمتكم فقال سبحانه:-(لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)ال عمران ...
اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ومؤنس وحشتنا في قبورنا واجعله نورا لنا في الدنيا والاخرة يا سميع يا مجيب ،، اللهم نصرك و نصرتك لإخواننا المجاهدين وتثبيتك لأهلنا المرابطين ولأمة خاتم الانبياء والمرسلين حبيبك المصطفى محمد خاتم الانبياء والمرسلين؛ اللهم صل وسلم وبارك عليه واله وسائر النبيين والمرسلين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
23- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
حفظ القران وعصمته
تحدثنا في الاثنين الماضي عن العصمة بشكل عام ؛ وكنا قد بينا ان من انواع العصمة والامور المعصومة في عقيدتنا القران الكريم .. وكان الحديث مركزا على عصمة الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ...
واليوم نفرد معتقدنا بعصمة القران الكريم وحفظه من الضياع او التحريف او التغيير او التبديل حتى لحروفه وكلماته، خلافا للكتب السابقة التي اوكل الله حفظها للناس فضيعوها وحرفوها وبدلوها زيادة ونقصا حتى لم تعد كتب الله التي نزلت!! ؛ و واما حفظ القران الكريم فذلك لانه هو بذاته المعجزة الدائمة الباقية ما بقيت الدنيا للرسالة الخاتمة، ولان خاتمية الرسالة للنبوات تقتضي ان تحمل الرسالة الباقية الخالدة امة هذه الرسالة!! وهذه مكرمة عظيمة للامة ان نهضت لها ووحملت ما حُملت من نور ربها للعالمين؛ فهذه مهمة الانبياء والمرسلين استخلف الله بها هذه الامة المحمدية الاسلامية ..
فاذا كان جنس الانسان مستخلف في الارض لعمارتها بعبادة الله تعالى واقتفاء وحيه سبحانه ومنهجه؛ فإن امة محمد مستخلفة من دون الناس في حمل الرسالة للعالمين ..{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا ﴿٣٩ فاطر﴾}.. وقال تعالى:{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}[البقرة:143].
وان نهوض الأمم ومعاودة إخراجها واسترداد دورها، مرهون إلى حد بعيد باستقراء ظروف وشروط ميلادها الأول، وبهذا ندرك أهمية الاهتداء بقيم الكتاب والسنة، وتطبيقات السيرة، في عملية البعث الإسلامي، أو إخراج الأمة المسلمة من جديد .. فقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه فقال تعالى: ﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحٰفِظونَ﴾ فقرر سبحانه أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو اسم من اسماء القرآن وكل ما اوحى به سبحانه، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل . وبحفظ الله لكتابه العزيز حفظ لأمة الإسلام دينها ولغتها وهويتها، وجمع كلمتها وحماها من التفرق والاختلاف. وحفظ لنا التواصل بين اجيال الامة العظيمة صاحبة الرسالة الخاتمة..ومن ابرز الدلائل على ذلك انه لليوم نجد من عندههم سند رواية القران المتصل والمتواصل عبر الاجيال الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم،، ونجد ايضا من عنده السند المتصل برواية الحديث حتى يصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فاذا كان القران محفوظا لكونه المعجزة الباقية ؛ فان السنة ايضا من الذكر المحفوظ بمجملها .. لانها الطريقة الموحى بها التنفيذية للكتاب، و المعيار في قبول روايتها او ردها في الاساس هو مطابقتها او مناقضتها للكتاب !! وهذا كما هو معلوم تطلب وجود كل من علم الدراية القائم على اعمال العقل في مطابقة النصوص ومقابلتها وتمحيصها ، وعلم الرواية القائم على معرفة تاريخ الرجال واحوالهم وصفاتهم ومناقبهم وانسابهم واحسابهم،، فالعلم لا يُؤخذ عن مجاهيل...وكفاك بذلك اتصالا بين مختلف اجيال الامة؛ عبر الازمان والامكنة والظروف والاحوال ...فتميزت هذه الامة بالاسناد والسند ؛ وهذا يؤدي الى التواصل الثقافي والحضاري بين أجيالها،
وبامتلاكها للرسالة المعيارية التي تُقََيِمُ سلوك الامم والشعوب من خلالها،
فانها بذلك تكون قد امتلكت الأمور التي تقتضيها خاصيتا الخلود وختم النبوة، والتي تعتبر من لوازمهما،،،،
ان حفظ الكتاب كله وحفظ مجمل السنة باصولها الصحيحة ، ليقتضي حفظ الامة وهويتها ودورها الذي انتدبها الله تعالى واصطفاها له.. إن مواثيق الله لحملة الرسالة الخاتمة التي مصرها الاساس كما انه معجزتها الخالدة القران الكريم، واستقراء التاريخ، يؤكدان أن الطائفة القائمة على الحق لا يمكن أن تتوقف، أو تغيب؛ او تنقرض طالما بقي على ظهرها بشر ... و لأن ذلك يعني -فيما يعني- إصابة مهمة البلاغ المبين، وقضية التكليف نفسها، إذ كيف يمكن أن تتوقف الأمة القائمة على الحق، التي تمتلك خطابه ومعياره الذي يجب ان توزن به قيم ومفاهيم وافكار العالم و تصرفات وسلوك العالمين، خاصة بعد بعد توقف النبوات و نسخ الشرائع.. الأمة التي تتحمل مسئولية منهج النقل لتعاليم النبوة لن تغيب.. لذلك فالقيم تبقى محفوظة بحفظ الله، وإن أصيب منهج العقل والاجتهاد، هـذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن عصمة وحفظ واستمرار وجود الأمة ؛ والمرتبط بعصمة كتابها والتي لن يُتصور اجماعها على الخطأ المؤدي الى الاندثار ..( لا تجتمع أمتي على خطأ. وفي رواية: على ضلالة ) ، تعتبر من الضمانات النصية والعملية على امتلاك القدرة على النهوض دائما، والحيلولة دون الإصابات الموصلة إلى الوفاة، وإن كان ذلك لا يمنع عنها المرض والتوعك..!!
ان حفظ الذكر ضرورة ايمانية لبناء العقيدة اساس الفكر والعقل على اساس ثابت لا يتطرق اليه الشك والريبة؛؛والمؤدي الى انفصام الشخصية وعدم بناء الشخصية القيادية السوية، بل يبني الظن والشك والارتياب الشخصية المنافقة المنائعة التي تميل حيث مالت الريح... ﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾[ سورة البقرة: 2] ثم تحدى المتشككين والمشككين فيه فقال لهم : (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ﴿٢٣ البقرة﴾.. (وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) ﴿٣٧ يونس﴾... (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) ﴿٢ السجدة﴾ ..
ان الامم التي ظنت وتشككت في معتقدها اتصفوا بالنفاق وعدم الثبات والاستقامة على نهج واضح يجمع العالمين ، فقال الله تعالى محذرا من ذلك، ومبينا لحقيقة وجوب المفاصلة بين الحق والباطل والكفر والايمان فقال سبحانه :- (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)المجادلة) . وقوله سبحانه: {لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (النساء:144)، وقوله تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (الممتحنة:1) وكذلك قوله تعالى:- {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} (آل عمران:28).
ان الاعتقاد بحفظ القران وحفظ الوحي المنزل لا يدع مجالا للشك او الريب باتباع هذا القران ووجوب حمل رسالته الخاتمة للرسلات ، حيث قال الله سبحانه و تعالى:- ( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ(50) سورة الأنعام،، وقال سبحانه في نفس السورة:- ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) سورة الأنعام...
نعم يا امة الاسلام هكذا ارادكم ربكم امة قوية متينة العقيدة ثابتة الايمان راسخة العقيدة فقال في حقكم كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)ال عمران،،، وبين لكم ان مخالفيكم واعداءكم الذين يعادونكم على دعوة الحق التي حملتم بلاغها لن يضروكم الا اذىً جسدياً، فلن يصلوا للاضرار بمعتقدكم واساس ايمانكم ودينكم؛ وبالتالي لن يوقفوا مهمتكم فقال سبحانه:-(لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)ال عمران ...
اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ومؤنس وحشتنا في قبورنا واجعله نورا لنا في الدنيا والاخرة يا سميع يا مجيب ،، اللهم نصرك و نصرتك لإخواننا المجاهدين وتثبيتك لأهلنا المرابطين ولأمة خاتم الانبياء والمرسلين حبيبك المصطفى محمد خاتم الانبياء والمرسلين؛ اللهم صل وسلم وبارك عليه واله وسائر النبيين والمرسلين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته